لقد كان مجددا : يركض وهذه المرة كان في الطريق
العام ، وقد كان خلفه ويلاحقه دون توقف : ذلك الشاب ،
هيو ، كما دعته الشابة فرانسيس ،لقد كان الركض غير جيد له ، انفاسه تصبح سريعة بشكل
كبير ومنه يعجز عن تنظيمها مع الوقت ، وقد مرت دقيقتين بالفعل
منذ كان يركضان وقد ضاق صدره اولا بسبب استمرار الركضوثانيا لان: المكان الاثرى لم يكن ينتهي، كل شيء كان اثريا ،
كل شيء حقا : بدا كالماضي كما وصفه هيو،لقد ظل يركض هكذا بدون توقف حتى نظر خلفه فوجد
هيو قد توقف عن الركض ثم فقط تنهد ثم اشار لمقهى امامه
ثم دخل فيه وجلس ، بينما مالك تجاهله ثم اكمل ركضه دون توقف
بين الشوارع الاثرية والبيوت الفخمة التي لا تنتهي ،حتي في النهاية توقف الان امام بيت كبير اثري خشبي كذلك،
ابيض ذو قبة مثلثة وحديقة بدت جديدة صغيرة الاشجار وصندوق بريد ابيض كذلك ،لقد وقف مالك ينظر له للحظة في قلق ثم فتح بوابته الصغيرة السوداء التي فُتحت معه بينما سار في الممر الذي يقود له حتى وصل للباب،
لقد نظر يمنة ويسرى في تعجب : لقد كان شكله مختلفا حقا ،
ثم في النهاية استخدم المقبض على الباب وطرق به طرقتين ثم انتظر ،لم يفتح احد ، لذلك قام بالطرق مجددا ، ومجددا : لم يفتح احدا ،
ثم كاد ان يطرق ثالثا لولا ان اوقفه صوت من الحديقة المجاورة :
رجل بدا في الستين يرتدى ملابس رسمية وقد بدا انه يتجه للعمل ،"هل انت مهتم لشراء هذا المنزل؟ "
ليلتفت له مالك في حيرة ثم يسير الان نحو الخارج ليقابل الجار
الذي يسير بدوره للخارج ليقابل مالك ،ليحنى الرجل رأسه له فيحني مالك رأسه له تباعا فيبتسم له ثم يقول :
"لا تبدو من هنا ."ليوميء مالك ثم يقول :
"أجل ، انا اعيش بقصر قريب وقد كنت اقوم بجولة، لكن هذا المنزل اثار ا حديقته اهتمامي كثيرا ."ليوميء الرجل ثم يقول ناظرا للمنزل :
"اجل ، السمسار الخاص به زرع انواعا ظريفة من الشجر به، ستنمو يوما ما لتصير اشجارا كبيرة حقا ، انه محب للزراعة ."ثم يقول له :
"لكني لا اظن انه في المدينة هذه الايام، انه يعمل في اكثر من مكان
وغالبا سيكون هنا على يوم الاربعاء ، اي بعد يومين ."ليوميء مالك ثم يقول له :
" هل هذا المنزل جديد الصنع او شيء؟ "ليوميء الرجل مبتسما :
"لديك ملاحظة حادة، بالفعل، لقد كان مكان هذا المنزل مختلفا في الشكل،
كان يقيم به مغني جيد كبير في السن لكنه توفي قريبا وليس له اقارب لذلك تم هدم المنزل وتحويله لشكل جديد من قبل الدولة وسيتم بيعه ."