(٨) لتطيب نفسي

493 55 11
                                    

(٨)
#روحي_تعاني٤
#لتطيب_نفسي
بقلم آيه شاكر
وقفت أمام دراجته النارية، وطالعت شرفة حاتم لبرهة قبل أن أركب ولازالت نظراتي مسلطة على الشرفة، وحين ظهر حاتم أخفضت بصري ودقات قلبي تشتد، وأنا على يقين أنني الآن نزلت البحر الذي دفعني أحدهم إليه في منامي، ولا أعلم ما الذي ينتظرني مستقبلًا وها أنا أعود لتلك البلدة مجددًا، فهل سأغرق، أم سأنجو؟
                  ★★★★
                     «حاتم»
قبل أن تستقل إيمان الدراجة النارية خلف ذلك الرجل الذي أجهل هويته، رأيتُ في عينيها نظرةً لو نطقت لقالت أنا خائفة!

ظللت مكاني أنظر لأثرها حتى غابت، فأفل نور الشارع بأكمله، نظرت لأثرها وأنا أتسائل إلى أين ذهبت هذه؟ وما سر نظرتها تلك؟!

رفعت رأسي أُطالع شرفتها فرأيت أخاها الأصغر ينظر لأثرها هو الأخر والحزن يتجلي على ملامحه، ناديته:
-أيـــــمـــن!

انتبه لي وقال بابتسامة مغلفة بالحزن:
-نعم يا دكتور.

قلت:
-هات عودين نعناع وتعالى نشرب شاي، عايزك.

حرك أيمن رأسه نافيًا وقال بقلق زائف:
-ما بلاش أنا أخر مره شربت شاي بالنعناع عكيت الدنيا!

تذكرت ما قال ذلك اليوم فضحكت وأنا أقول:
-يا عم عكيت ايه! انزل متقلقش أنا نسيت اللي إنت قولته أصلًا.
-أصلًا! طيب احلف بالله.

ابتسمت حين تذكرت ما قاله أيمن ذلك اليوم...
فقد أخبرني أن إيمان قابلت عريس أخر، فتجهمت وشعرت أنه لا فائدة مما أفعل! وأنني أركض خلف سراب.
وحينها لاحظ الصبي انقباض ملامحي وندم على تلقائيته معي، مما دفعني أن أتظاهر بالتبسم، لكنه فطن وأخذ يعتذر ويحاول التبرير أن أخته لا تستحق إنسان مثلي وأنها حمقاء، كما أنه وصفها أن أنفها ضخم، فنهرته عن ذلك وتجهمت بحق.

فقد رأيتها أكثر من مرة قبل أن  ترتدي النقاب، فسُلب عقلي، جذبتني بطلتها وعفويتها وملامحها الرقيقة، لم أنتبه لأنفها أبدًا، انتبهت لوجهها المستدير المضيء كقمرٍ في تمامه، وابتسامتها اللطيفة وضحكتها حين تغطي أسنانها بيدها في حياء، وكيف كانت تزم شفتيها متبرمة حين تنزعج، وكيف كانت تخطف النظرات إليّ كلما التقينا...

كثيرًا ما حاولت أن أبتعد عنها وما ألبث كثيرًا إلا وأحن إليها وأرتد على عقبي، تذكرت حالة أخي «حازم» وقصة حبه «لنجمه» وكيف كنت أسخر منه في سريرة نفسي وها أنا ذا أتذوق مرارة الحب ولوعة الشوق والهيام، الآن فقط فهمت مشاعره وأرقه وألمه، لو كنت أعلم وجع ذلك المـ ـرض لحصنتُ قلبي بحصونٍ من فولاذ.

انتشلني من أفكاري صوت أيمن الذي ناداني عدة مرات، وما أن انتبهت له قال:
-أنا عندي مذاكره هبقا أجي وقت تاني.
-يلا يا أيمن انجز... مستنيك.
قلتها ودخلت لأضع قدر الماء على النار وقد جثم على صدري خليط من القلق والحيرة والتعب، وأنا أتسائل إلى أين حملت حقيبتها ورحلت!؟ وما مصير قلبي!؟ فأنا لا أستطيع تخيل حياتي دونها، فقد رسمت حياتنا معًا، وبت أدعو في كل ليلة أن ترق ولا يدق قلبها إلا لي وأن نجتمع في الحلال عاجلًا...

بقلم آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن