(١٣) لتطيب نفسي

541 60 18
                                    

(١٣)
#لتطيب_نفسي (#روحي_تعاني٤)
بقلم آيه شاكر

-أنا كده كأني بقوله أنا بحبك... أو موافقه ويلا نتجوز!  يا نهار أزرق.

خطر لها فكرة أخرى فابتسمت ونهضت واقفة في حمـ ـاس لتكتب عدة كلمات على ورقة صغيرة، ثم قرأتها وقالت بابتسامة:
-صح هو دا الحل المناسب للورطه اللي حطيت نفسي فيها دي... أيوه إن شاء الله حل مناسب جدًا.

لكنه لم يكن حلًا مناسبًا كما زعمت، اندفعت ووضعتها داخل السلة وأرفقت معها هدية أخرى مغلفة ومستطيلة الشكل...

وقبل أن تُدلي بها لحاتم الواقف بانتظارها، رفع رأسه وقال:
-ممكن عودين نعناع؟
-حـ... حاضر.

وضعت النعناع ونظرت داخل السلة مرة أخرى وقلبها يخفق باضطراب، واشتدت خفقاته حين أسقطت السلة والتقطها حاتم وطفق يقرأ ما كتبته، وحين لاحظت ابتسامته تتسع، حاولت سحب السلة لتعود غرفتها بعدما أدركت غباء ما كتبت، لكنه سحب السلة وضغط عليها بيده ليجبرها على انتظاره ريثما ينتهي...

رفع رأسه ورمقها بنظرة مبهمة فتذبذبت نظراتها، وازداد ارتباكها...
أخرج حاتم قلم من جيبه وخط كلمات أخرى على ظهر الورقة ليجيب على رسالتها، ثم وضعها في السلة دون أن يرفع ناظريه صوبها مرة أخرى...

سحبت إيمان السلة وهي تتابع حاتم يفتح الهدية وهو مبتسم، حتى ظهر كلمتي «القرآن الكريم»، ليظهر أنها أهدته مصحفًا.

ظل واقفًا يرتكز بمرفقيه على سور الشرفة وبإحدى يديه المصحف يمرر ابهامه عليه بابتسامة مطمئنه، فكلماتها تشي بمكنون قلبها، أما هي فدخلت غرفتها وجلست على أقرب مقعد لتقرأ ما كتبه لها...
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ❤️
                     *********
                           «إيمان»
ابتلعت لعابي وأنا أقرأ بعيني ما كتبه:
«اطمئني لم أيأس ولم يضِع مصحفي، لكني وضعت نسخة منه بصدري أردد منها وقتما أشاء، رزقك الله كما رزقني.»

قرأت ما كتبته أنا بظهر الورقة:
«هل ضاع مصحفك؟ لمَ لم أعد أراك في فجري تضيء شرفتك بتلاوة الآيات؟ أيأست من حاجتك أم أتممت؟»
                
أطبقت يدي على فمي، فقد أدركت فداحة ما فعلت! لقد أخبرته أنني كنت أتابعه فجر كل يوم وهو يحفظ! حمقاء أليس كذلك؟!

قلت بحسرة:
-أنا جيت أكحلها عميتها!
-ليه؟!
انتفضت وصرخت حين قالتها خالتي التي كانت تستلقي على فراشي خلف ظهري ولم ألحظها، قلت باضطراب:
-آآ... إنتِ دخلتِ هنا إمته يا خالتو؟
-دخلت وإنتِ بتنزلي السبت لحاتم.
قالتها خالتي بغمزة ماكرة، فقلت:
-دا، دا، دا كان عايز نعناع... والله.

عقدت خالتي جبهتها وقالت متخابثة:
-والله؟!

عقدت يداي خلف ظهري لأخفي الورقة، وحاولت تغير الحوار، قلت بتلعثم:
-آآ... إ... إنتوا... إنتوا هتمشوا إمته؟!
-احنا هنبات هنا.

بقلم آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن