اسكريبت اضافي «نجمه وكريم»

518 54 9
                                    

-يعني حتى الورده محلتش الموضوع يا نجمه؟-لو سمحت متتكلمش معايا يا كريم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-يعني حتى الورده محلتش الموضوع يا نجمه؟
-لو سمحت متتكلمش معايا يا كريم.
-إنتِ عمرك ما كنتِ كده؟ فين نجمه المتسامحه اللي...
ابتلع باقي كلماته حين سحبت يدها من يده، وابتعدت عنه، فقبض يده وزفر ضاحكًا بسخرية، وهو يقول:
-اتغيرتِ أوي يا نجمه...

قالت نجمه بانفعال:
-أيوه اتغيرت... قلبي اتغير وزهقت ومبقتش قادره أسامح.

-قصدك الشيطان لقى مدخل يدخلك منه.

قطب جبينه واعتدل في جلسته ثم مسح وجهه ليكظم غيظه ويهدأ، ثم عاتبها:
-يعني تسامحي أسماء اللي متستاهلش إنك تسامحيها وأنا... أنا جوزك وإيمان صديقتك اللي كنتِ بتقولي دي شبهي يا كريم وبتمدحي فيها ليل ونهار مش قادره تسامحيها؟!

-أنا عمري ما قلت إني سامحت أسماء، فيه فرق بين إني سكتت عنها وسامحتها.
قالتها وأشاحت وجهها للجهة الأخرى وخيم عليهما الصمت بينما كان هو يتأملها بهدوء، ثم خلع رداء الصمت بقوله:
-تسمحيلي أقولك إنك غلطانه... إنتِ محتاجه تراجعي نفسك يا نجمه... معقوله أنا موحشتكيش؟!

لم تعقب ولم تلتفت له، فاستطرد:
-طيب هتفضلي قاعده عند أهلك وزعلانه مني لإمته يا نجمه؟

تنفست بعمق ثم زفرت في هدوء وقالت:
-قوم امشي يا كريم أنا معنديش كلام أقوله دلوقتي... سيبني أنا فعلًا محتاجه أراجع نفسي زي ما إنت قولت.

قالتها بجمود، فنهض كريم واقفًا وقال:
-وأنا مش هجيلك تاني يا نجمه، لما ترجعي نجمه اللي أعرفها ابقي كلميني...

يأس منها ونفذت قدرته على المثابرة والمحايله، طريقتها وتغيرها المباغت أرهقه! فلم تكن هكذا يومًا...

رشقها بنظرة مطولة، تشع بالحنين والأسى، فرفعت رأسها تطالعه بأعين حزينة ومرهقة، وتزامن ذلك مع دخول والدتها للغرفة وهي تتحدث عبر الهاتف، بقولها:
-ماشي هقولها حاضر يا حاتم.

انتبها بعد نطقها اسم «حاتم»، حتى قالت والدتها بلهفة:
-دا حاتم ابن خالك بيقولك إيمان لسه خارجه من العمليات وعايزه تشوفك.

اتسعت حدقتي نجمة وانتفضت واقفة وهي تقول بقلق ولهفة:
-عمليات ايه؟! دا كتب كتابها كان النهارده.

قالت والدتها:
-مش عارفه بس هو قالي عنوان المستشفى إن كنتِ هتروحيلها.
-أكيد هتروحلها.
قالها كريم، فقالت نجمه:
-لأ....
برقت عينا نجمه بالدموع ولم تطلق عنانها، نظرت لكريم، ثم جلست مجددًا وأطرقت، ففهم كريم أنها لن تذهب، انحرفت زاوية فمه في سخرية، ونظر لعمته قائلًا:
-طيب أستأذن أنا يا عمتو.

نظرت والدتها لها وقالت:
-وإنتِ مش هتمشي مع جوزك ليه؟!

صمتت نجمه، والتفت كريم يُطالعها لبرهة ثم تنهد بحسرة وهم أن ينصرف، لولا قول والدتها بانفعال:
-استنى يا كريم إنت مش هتمشي من غيرها... أنا ساكته وبقول خليها على راحتها طلما مش عايزاني أتدخل بينكم ومقالتش حاجه... بس كفايه لحد كده! قومي يامه امشي مع جوزك وطلما مش عايزه تطلعي أسراركم وتحكيلي مشكتلكم يبقي حلوها في بيتكم... يلا يا حلوه من غير مطرود بقالك أكتر من إسبوع منورانا.

-إيه يا ماما! مفيش مشاكل بيننا إنتوا واحشني وقاعده معاكم... و... وبعدين البنت نايمه مش هعرف أمشي النهارده.

-ملكيش دعوه بالبنت وقومي روحي لصاحبتك اللي طلبتك ومبترديش عليها.

صمتت نجمه وهي تُطالع نقطة وهمية بالفراغ، فهدرت بها والدتها:
-قـــــــــومي اتــــحــــركــــي.

نهضت نجمة بقلة حيلة وارتدت ثيابها وكريم يتابعها بنظراته دون كلام.

وبعدما دخلت غرفتها أشار كريم بابهامه لعمته، وقال:
-الله ينور يا حماتي.

فابتسمت وقالت:
-أي خدمة...

******
سارت نجمه جواره فقد ركن سيارته بشارع مجاور، لم يتحدثان إلى أن تناهى لسمعها صوت مزمار مرتفع يصدر من إحدى الشوارع، ينم عن حفل زفاف بالجوار...

وفجأة ظهر مجموعة شباب، يمرحون أمامهما، ويضحكون وقذف أحدهما بحجر لأعلى فاصطدم بمصباح عمود الإضاءة، فأجفلت نجمة وأمسكت يد كريم، فقال:
-خلاص أهو وصلنا للعربية... العيال دول أصلهم بيبقوا شاربين... ربنا يهديهم.

-شاربين إيه؟
فتح كريم سيارته وهو يبتسم وقال:
-شاربين راني بالمانجا أصل المانجا دي مشكله.

حاولت نجمة كبح ابتسامتها فقال كريم:
-اضحكي يابنتي محدش واخد منها حاجه.

دخلت للسيارة، ولازالت تتصنع التجهم...

قام كريم بتشغيل السيارة، ومر على هؤلاء الشباب الذين كانوا يضحكون بشدة....

رمقها وهي تجلس جواره صامته، وقال بابتسامة:
-إن شاء الله هجيبلك اتنين راني مانجا نجربهم يمكن ربنا يفكها عليا وعليكِ.

نظرت له نجمه وابتسمت، صمتت لفترة ثم قالت دون سابق انذار:
-أنا غلطانه يا كريم بس إنت كمان غلطان... زعلي منك عشان مصونتش سري فباخد موقف.

-بتشدي ودني يعني! مـــــاشــي... طيب هنتكلم بعدين في الموضوع ده هتروحي لإيمان ولا لأ؟!

صمتت هنيهة ثم نطقت:
-هروح يا كريم.

-تصدقي بالله أنا بحبك.

-تصدق إنت بالله، أنا بحبك ووحشتني والحياة من غيرك لا تُطاق.

قال بابتسامة عذبة:
-كان فين الكلام الحلو ده حرام عليكِ تعبتي قلبي.

ضحكت وقالت:
-تستاهل... ولعلمك أنا لسه زعلانه.

قالتها وعقدت ذراعيها فقال:
-عارف هصالحك ازاي بس اصبري عليا شويه.

«لا مانع من تسول الحب ممن تعلم أنه لن يرد قلبك مخذولًا.»

اسكريبت اضافي ملهوش علاقة بالحلقة الجايه اللي لسه مكتبتهاش❤️
#كتابات_آيه_شاكر
#روايات_آيه_شاكر
#كتابات_آيه_السيد_Aiah_Elsayed

بقلم آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن