"لقاء القدر"

84 6 8
                                    

أشعة ذهبية ترسل خيوطها في الأرجاء لتحيط بنهار لطيف دافئ بأوامر من الشمس للاستمتاع بصيف مشمس ومبهرج بالبازارات التي ملأت ساحة الثقافة بالعديد من الأشخاص من مختلف الجامعات لينالوا الفائدة والعلم والمتعة بإسعاد أعينهم بالنظر إلى مختلف الأشياء التقليدية والأثرية، ومنها الحديثة التي ينجذب لها معظم الناس. كان الهواء مملوءً بالحماس والسعادة والشغف وكل الإندهاش وأعين الناظرين تلمع سرورًا وبهجة، ومن بين أعين الناس كانت تتسلل نظرات باردة تنظر بإشمئزاز لفردين كانا يجلسان على مقربة من بعضهما ويتغازلان بالكلمات ويضحكان غير آبهين بمن حولهم وما ينعكس للآخرين، أثار هذا حفيظة "آمندا" التي غادرت وهي تستغفر لهما وتكاد تتقطع حرجًا بالنيابة عنهما، كانت خطواتها ثابتة وهادئة لا يصدر منها صوت لا تنظر خلفها أبدًا، تتحرك مقلتا عينيها تفحصًا للأرجاء والأشياء من حولها، لا تقف إلا لما يجذب انتباهها من كتب ومنحوتات أثرية أو لوحة فنية فاخرة مرسومة بالألوان المائية، عند اختيار المشتري، تتفحصه بطريقة تكاد تظن أن هناك شيء مخفي بداخله مما يزعج أغلب الباعة لما يظهر منها من تشكيك في جودة مبيعاتهم. تكتفي في النهاية بشراء كتاب من كومة الكتب تلك، لكن ليس بهذه البساطة يا عزيزي، يجب أن تختار عنوان الكتاب بحرص وعناية فائقة، لا يجب أن تندم على شيء تقرأه. همست بكلمات قائلة:
- قال فرانسيس باكون:"إن بعض الكتب يجب أن نتذوقها، وبعضها الآخر يجب نبتلعه وقلة قليلة من الكتب يجب أن نمضغها ونهضمها" واختيار اليوم على كتاب حلو المذاق أو مرّ! .. أياً يكن لنرى ما لديه.. بعد شراء كتابها، قررت العودة لصديقاتها بعد انفصالها عنهن في الزحام.

༺༻༺༻
"لؤي"
لا أعلم ما الذي جاء بي إلى هنا! أشعر بالمرض والتعب ينخر جسدي، المكان مزدحم للغاية لست متعودًا على مثل هذه الأماكن، ما كنت لآتي لولا سماعي بركن تحويلات أنمي، أحتاجه بشدة ولكني لا أستطيع التقدم أكثر، أشعر أني سأتقيأ من شدة هذه الحرارة، كما لو أن الشمس تنتقم مني هذا اليوم وتريد مني أن أنام للأبد، لن أسمح لك أبدًا أنتِ أضعف من أن تقتليني.
"استمر بإطلاق هذه الكلمات حتى مرت جواره فتاة ربيعية كأزهار الكرز في بساطتها وأناقتها، يقول أنه لا يعلم لماذا بالضبط استوقفت هذه الفتاة من بين كل الأشخاص ليطلب مساعدتها.. ربما لأنه القدر!"
- المعذرة، هل يمكنك مساعدتي؟
= تخاطبني!
- نعم، إذا لم يكن هناك مانع؟
= حسنًا.. بماذا أساعدك؟
- أريدك أن تساعديني في..
ينتابني شعور سيء حيال الأمر لا أعلم سبب إمتناعي عن إخبارها بما أود أن تساعدني فيه ، أعني هي من نوع " لن أفعل مثل هذا الغباء! " يبدو هذا من الكتاب الذي تحمله و تلك النظرات الباردة التي تطل منها و صوتها الآلي هذا وــ
قطعت تفكيره قائلة:
- عفواً.. بماذا أساعدك؟
= أريد شراء ذاكرة إلكترونية ولكني متعب، هلا تحضرينها من أجلي "رغم امتناعي إلا أنني أجد نفسي قد أخبرتها"
- حسناً، انتظر هناك "أشارت بيدها إلى مقعد بعيد بالقرب من شجرة ضخمة تظل المكان"
= شكراً لك
لم تسمع شكري لأنها استدارت بسرعة بعد إنهاء كلامها، تبدو كالروبوت حقاً، لم أتوقع مساعدتها لي ربما أسأت الظن بها قليلاً.

رحلة أحد عشر خريفاً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن