في ذات صباحٍ منعشٍ تُغرد به الطيور، خرجت من غرفتها متأنقة بثوبها الكتاني، وقفت تنظر عبر نافذة إحدى الممرات الكبيرة، إلى الحدائق بالأسفل، حيث لمحت فتاة جميلة ذات شعر طويل مموج، تحمل رسالة بين يديها، وتعطيها لأحد الجنود ثم تركض بعيداً، مر زيلا يتثائب فتوقف جوارها وقال:
- إنها سمو الأميرة، آمندا!
نظرت إلى زيلا وقالت:
- لمَ توصل الرسائل؟
إندهش زيلا وقال:
- مجدداً!
نظرت إليه بإستغراب، فقال لها هامساً:
- سأخبرك بالأمر ولكن دعيه سراً بيننا!
أومأت آمندا برأسها فتابع زيلا بذات الخفوت:
- يبدو أن سمو الأميرة مغرمة بأودين فدائماً ما يتبادلان الرسائل
ردت عليه آمندا قائلة:
- يتبادلان!، هذا يعني بأن أودين يبادلها ذات الشعور!
إبتسم زيلا وقال:
- لا أعلم حقاً، فهو لم يتحدث بشأن ذلك بعد، إنها مجرد إشاعات!
واصلت آمندا تحديقها وقالت بتنهيدة:
- ذوق الأميرة رديء للغاية!
صدم زيلا عند سماعه ذلك وقال متعجباً:
- لم يحدث هذا من قبل!، فتاة لا تعجب بأودين بل تراه رديء أيضاً!
= لم أقل عنه رديء!
- نعم ولكن وصفتي بأن ذوق سموها رديء، هذا يعني أنك ترين بأن أودين لا يستحق الحب، وهذا يعني أنك تكرهينه وترينه قبيحاً!
= لم أقل ذلك!، لماذا تصوغ الأمر بالطريقة التي تريد سماعها!
- أمزح!
نظرت إليه بملل قبل أن تواصل تحديقها فترى الشبح في الأسفل يرقد على إحدى السقوف، فذهبت تسأله عن شيئاً ما، أرادت مناداته فتذكرت أنها لا تعلم اسمه فقررت العودة ولكن الشبح هتف قائلاً لها:
- ماذا تريدين!، هل طُلب مني قتل أحدهم؟
نظرت آمندا إليه وقالت:
- ألا يشغل بالك شيء غير القتل!؟
لم يجبها وعاد نائماً، فأخبرته أنها تريد الحديث معه، لم يرد عليها فغادرت المكان. في اليوم التالي عادت لنفس المكان عندما لمحته من أعلى، وهذه المرة قررت الصعود إليه، وكادت تسقط فتراجعت وكادت تغادر، لولا نزول الشبح إليها، فوقف أمامها قائلاً:
- ماذا تريدين؟
ناولته آمندا قنية صغيرة من العطر، وقالت له:
- تطيب بها فرائحتك كالدماء دائمًا!
تعجب الشبح منها وقال:
- لا أحتاجه، فأنا ذاهب لمهمة قتل بعد قليل!
نظرت إليه بزاوية عينها وغادرت، وفي اليوم التالي جهزت حوضًا كبيرًا به مياه دافئة وأفرقت قنيات عطر فيها، وبعد أن انتهت، انتظرت تجول الشبح في القصر، وعندما رأته سحبت إحدى سيوف الجنود ووجهته نحوه قائلة:
- سأقتلك إن لم تأتي معي!
أراد الجنود إيقافها ولكن خوفهم من الشبح منعهم من ذلك، تقدم الشبح لسنان السيف وقال ينظر إليها:
- كيف ستفعلين ذلك؟
تراجعت خطوة وبسرعة ركضت من أمامه، وبعد أن ذهبت لمسافة بعيدة، هتفت تلوح بالسيف بينما تركض:
- إلحقني أولاً يا سلحفاة!
حدق بها الشبح ووضع يده على إحدى الأعمدة وضغط عليها لتسحق تحت قبضته، قال حانقًا:
- تستخف بي تلك الصغيرة!
لحق بها بلمح البصر وكانت قد وصلت إلى مرادها، وقفت قرب الحوض تمسك السيف بقبضتها الرقيقة، نظر الشبح لها وقال ساخراً:
- لا تحملين السيف بطريقة صحيحة كيف ستقتليني؟
ابتسمت آمندا، وأصطبغت عيناها باللون الرمادي وقالت:
- لا شيء أقوى مني الآن!
لحظتها دلف ثور هائج المكان وقام بنطح الشبح ليقع في حوض المياه العطرة، وجهت آمندا السيف تجاهه وقالت:
- لا أريد قتالك، سأخسر بسرعة، كما أني لست مستعدة لذلك، أردت أن تجرب هذا الحمام، لم يساعدني أودين فخططت لكل هذا بمفردي
تنهدت وقبل ذهابها أضافت:
- إبقى خمس دقائق على الأقل!
بعد خروجه وتبديل ثيابه، اشتم نفسه وقال:
- تباً!، رائحتي زكية!
أنت تقرأ
رحلة أحد عشر خريفاً
Fantasyانظر إلى السماء الغائمة وحيدة في ليل ساطع بسناء القمر، لم يتواجد سوى رجل غريب ذو عينين حمراوين ينظر إلي، تأتي الغيوم لتواري سناء القمر فتسطع عيناه الناريتين وسط الظلام، أزحف راكضة بين الزهور محاولة الهروب منه، كان سريعًا للغاية ويستطيع الإمساك بي في...