نظر أودين ببغض إلى لؤي وأصدقائه يتمتم مع نفسه "أريد أن أكون معهم.. تتملكني الغيرة!" فأتى زيلا وأخبره أن الشبح سبب متاعب مجددًا، نظر إليه أودين مع عبث الرياح بقلنسوته فكشفت وجهه المليح ذو الشعر البني وبشرته البيضاء ذات العينان السمراوان، فوضع المنظار في جيبه وسار أمامه وقلنسوته الزرقاء تتلاعب بها الرياح، قائلاً:
- سنعود إلى الغرب
في قصر الشمال، مكان مضجع بالدماء، الملك وحراسه يقفون عند الباب يتقدمهم بعبائته الحمراء وتاجه الملكي مرصع بالجواهر اللامعة، يقول وقد بدا عليه الابتسام مستمتعًا بالنظر إلى الدماء:
- أحببت هذا الفتى.. هلا تركته ومضيت دونه؟
تنهد صاحب القلنسوة الزرقاء ثم قال مبتسماً:
- سيقتلك إن بقي جوارك!
أطلق الملك ضحكاته العالية وقال:
- حسناً ما هو مطلبك الذي أبقاك أربع سنوات تحت خدمتي؟
إبتسم صاحب القلنسوة ثم أخبره بطلبه، كان الملك يستمع إليه وفي محياه الذهول لكن سرعان ما إبتسم قائلاً:
- هذا سهل للغاية!
بعدها أراد صاحب القلنسوة ملاقاة الشبح فلم يجده وعندما تقصى أمره قيل أنه ذهب مع زيلا إلى مكانٍ ما، حينها كان زيلا ينظر بالمنظار إلى منزل الخالة رزان من مكان بعيد وعالي، يتابع بعينيه أصحاب الملابس الغريبة ويقول ليثير فضول الشبح:
- أنظر إلى بشرتهم كيف تبدو مشرقة، وهذه الملابس الغريبة ما أجملها، لماذا تغطي هاتان الفتاتان شعرهما؟! جحظ بعينيه الجاحظتان متابعاً: لا تملكان شعر! .. ياللعجب! أضاق عينه مركزًا وهو يتمتم "تلك القصيرة!".. خطف منه الشبح المنظار ونظر من خلاله يقول:
- أريد رؤية الشيء الذي يدهشك!
نظر إلى السماء بعيدًا عن المنزل، فضحك زيلا بخفوت وقال له:
- إلى الأسفل قليلاً!
تابع الشبح ينظر إلى الأسفل حتى رأى صغارًا يلعبون ويهرول إليهم أحدهم، فأضاق الشبح عينيه وأبعد المنظار عندما رأى فؤاد، وقال بملامح وحش عثر على فريسته "هممم! .. هذا منزلك إذاً!" قذف المنظار لزيلا الذي تقلب في يده قبل أن يثبته ونظر إليه متعجباً وتابع ينظر، حتى أتاهما صاحب القلنسوة الزرقاء من ورائهما يقول:
- ما الذي تفعلانه؟!
انتفض زيلا بينما حدق فيه الشبح بصرامة، أخذ المنظار من زيلا وصار يحدق قائلاً:
- أربعة!، ياللغنيمة ولكن لن نحتاج لغير واحد، من سنختار؟
أخذ زيلا المنظار منه ليرى قبل إعطائه رأيه، بينما حدق الشبح في رفاقنا دون منظار وقال عندما رأى أيمن:
- هذا الفتى منذ ذلك الوقت .. يسكن هنا أيضًا!
قال زيلا ضاجراً:
- دعنا نأخذ إحدى الفتاتين وحسب!
هزّ صاحب القلنسوة رأسه نفياً وقال وهو ينظر إلى لؤي:
- يعجبني ذاك كثيراً!
رأى زيلا كيف تصرخ زينب في أيمن فقال يبلع ريقه:
- هذا النوع من الفتيات مرهق.. ما القوة التي تحملها في المفتاح!.. أشك بأنها الدمار!
كان يحدق الشبح فيهم دون أي تعليق حتى لاحظ إضطراب لؤي، فأنزل رأسي صديقاه يخفضهما بقوة وعند تذمر زيلا أخرسه الشبح قائلاً:
- ذلك الفتى يتمتع بقوة غريبة!.. لقد شعر بنا!
تذمر زيلا يحاول إبعاد يده عن رأسه قائلاً: "مستحيل! .. إننا بعيدون للغاية وفي مكان مرتفع"
فقال له الشبح:
- أنا لا أخطيء .. كاد ينظر تجاهنا مباشرة ولو لم أخفض رأسيكما كان سيعلم مكاننا بلا شك .. لا أعلم القوة التي يملكها بالضبط ولكن شعوره بنا أمر غريب حقاً .. ربما بسبب المفتاح!
إبتسم صاحب القلنسوة وقال:
- يبدو أننا سنحظى بالكثير من المرح معهم.
أنت تقرأ
رحلة أحد عشر خريفاً
Fantasyانظر إلى السماء الغائمة وحيدة في ليل ساطع بسناء القمر، لم يتواجد سوى رجل غريب ذو عينين حمراوين ينظر إلي، تأتي الغيوم لتواري سناء القمر فتسطع عيناه الناريتين وسط الظلام، أزحف راكضة بين الزهور محاولة الهروب منه، كان سريعًا للغاية ويستطيع الإمساك بي في...