الفصل 8 : زواج

21 5 44
                                    

● و نعود للوقت الحاضر ●

- " اسمي أخيل.. و من أنت، سيدي ؟ "
سأل بوجه هادئ للغاية، و جهله لهوية مخاطبه جعلت هذا الأخير يحمر غيظا و يصرخ فيه : " أيها الجاهل! كيف لا تعرف من أكون!؟ أ تريد أن تعدم؟"

  - " لا، و لكني حقا لا أعرفك."

  - " إنه السلطان القادم أيها الوقح! فلتنحي لسعادته حالا  قبل أن تجد نفسك طريحا في الزنزانة!!" صاح فيه أحد الحارسين.

ارتفع حاجبا أخيل بتفاجؤ و طالع الشاب المتبجح أمامه، كانت ثيابه غريبة عنه و ثمينة بالفعل، لذلك أسرع يقدم انحناءة وفق ما سمع عنها من قبل و تحدث بلباقة:
  - " أستمحيك عذرا، سموك.
  أنا أخيل بن سنمار من قبيلة قتام و هذه مرتي الأولى في زمردار، لذلك لم أتعرف على سمو ولي العهد، أرجو منك الصفح."

  - " لا بأس إذا." رد ولي العهد بحاجب مرفوع ثم أضاف:  " إذا أيها الشاب أخيل، ماذا جاء بك من قبيلتك البعيدة لزيارة مدينتنا المباركة؟"

  أخيل و لا زال رأسه محنيا:" جئت في صحبة أخي الكبير، هنالك شخص علي إيجاده و فكرت في أن زمردار مكان جيد لاختبائه منذ أن القبائل حازمة مع الغرباء."

  - " هل ستمكث في زمردار حتى تجده ؟"

  - " في الأغلب، سموك."

  - " إذا ما قولك في أن تكون مرافقي في تلك الأثناء؟  كنت أبحث عن من يسليني، أريدك أن تصيد لي الحيوانات في منطقة الصيد التابعة لسلطتي."

رفع أخيل سوداوتيه مندهشا، ثم عاد ينحني بسرعة:
  - " إنه لشرف لابن قبيلة أن يرافق السلطان، و لكني مضطر لرفض هذا الشرف، جلالتك."

  - " ماذا؟ و لما تراك فاعلا؟!"

  - " لن يكون لدي وقت للبحث عندها، سموك.
  ذلك الشخص، من أبحث عنه، علي إيجاده بسرعة فهو يهمني كثيرا و أخشى أن يتعرض للخطر."  عقد أخيل حاجبيه بشدة.

قال سلطان :" إن كان الأمر كذلك فهي ليست بمشكلة.
أنت تصحبني في القصر و أنا أرسل الحراس بحثا عن هذا الشخص المهم، هيا لندخل و نكمل حديثنا يا أخيل."

  - " لكن جلالتك.!" وقف أخيل معترضا و هو لا يفهم من أين نزل عليه هذا المزعج. و لكن لم يكن هنالك فرصة لقول المزيد، فولي العهد مضى لقصره في شموخ، بينما دفع أحد الحارسين أخيل للحاق به.

  - " مهلا! هل تسمح بلحظة يا سيدي، أريد أن أكلم الشاب."  قفز في طريق أخيل و الحارس، رجل لاهث.

سأل الحارس أخيل:" هل تعرفه ؟" فأجاب بأن لا.
و لكن الرجل هتف:" أود أن أسالك إن كنت تعرف تاجرا يدعى عجو، أو فتاة ضائعة باسم لبنى !!"

  - " هل تعرف لبنى يا هذا! أين هي؟! " اختفى هدوء أخيل و  أمسك الرجل من ياقته يهزه، أنقذ هذا الأخير نفسه بصعوبة و بمجرد أن التقط بعض الأنفاس قال:" إنها في قبيلة..عرجان.
  قالت أنها أُخِذت من قِبل قطاع طرق و استطاعت الفرار، كانت في طريقها مع أبيها التاجر إلى هنا."

كالحليب مع التمر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن