كانت غزالة مستلقية في الفراش و متدثرة، أما لبنى فكانت قد سحبت إحدى الكرسيين و وضعته قرب السرير كي تجلس عليه و ترفع قدميها إلى السرير فتخبئهما أسفل الغطاء.
تابعت كلامها : " ثم قالت مدعية: أ هذا قمل.. !
تلك الخسيسة، لا أزال مغتاظة من كلامها ! ليتني لم أمسس ذاك المشط."- " لا عليك منها، لا شك و أنها تغار منك."
- " هذا ليس عذراً ! على ما تغار؟ الممعن في النظر يجدها عاشت و تعيش حياة أهنأ و أجمل مني."
- " من يشعرون بالغيرة، لا يرون الأمور على حقيقتها."
- " كلا يا غزالة، هذه ليست غيرة، هي لا ترى فيَ شيئا تريده لنفسها أو حتى تتمنى زواله مني حسداً. هي فقط تكرهني..هكذا فقط من الهواء.." و لوحت بيديها عالياً.
- " ماذا أقول؟ لست أجد ما أبرر به تصرفاتها.. متأكدة من أنك لم تفعلي لها شيئا ؟"
- " هذه المرة الرابعة التي أقول لك فيها أنني لم أفعل لها أي شيء! كل ما حدث أنني فتحت غرفتها بالخطأ ثم انفجرت في وجهي، و من يومها و ثائرتها تثور علي!!"
- " ربما كانت تحاول إخفاء شيء و أنت داهمتها، أو ربما اعتبرتك قد تعديت على خصوصياتها فغضبت."
- " لقد كدتُ أكسر فك عجو، و لكنه لم يحمل شيئا ضدي."
ابتسمت غزالة و لا تزال عيناها مغلقتان كما كانتا طوال المحادثة:" هذا لأنه يحمل شيئا نحوك..
عجو ليس مقياساً."- " أياً يكن، سأنسى أمرها فأنا لن أراها ثانية بأية حال فأنا و عجو اتفقنا على الطلاق بعد المباراة.. و لن يتغير شيء!"
عندها فتحت صديقتها عينيها بقوة:" ماذا ؟! إنكِ تتهورين يا لبنى..فكري في كم ستعانين بالانفصال عنه!"
دحرجت لبنى عينيها:" لم تصل مشاعري إلى ذلك الحد!
أستطيع العيش بدونه، أ تخالينني شخصية في حكايةٍ عن عاشقين متيمين بالحب؟" فأومأت غزالة بأن نعم لتدحرج لبنى عينيها مجددا في محجرهما:" الرحمة!"نظرتا للباب حين طرق، ثم جاء صوت عجو:
- " هل أستطيع الدخول؟ أحضرت لكما العشاء."اعتدلت غزالة جالسة بينما تحركت لبنى لتفتح له، قالت: " أنت حقا مجنون، هل صرت خادما الآن كي تجلب الطعام حتى غرفتي ؟" و بينما تأخذ الصينية من يده قال:
- " خادم القوم سيدهم.. على كل ليس في خدمتي لسيدتين محترمتين أي سوء. نعيماً." ضحكت لبنى:" شكرا لك.."و بمجرد أن انصرف حتى أوصدت الباب و وضعت الطعام على الطاولة، و بينما تعيد الكرسي إلى مكانه، كانت غزالة قد اتخذت لنفسها مجلساً على الكرسي الثاني. و جلستا تتعشيان باستمتاع كبير، و أعربتا عن انذهالهما بلذة أكلٍ أعده رجل!
أنت تقرأ
كالحليب مع التمر.
ChickLitتتحدث الرواية عن شخصية لبنى بنت سنمار، شابة من القبائل، و أخت لستة إخوة، تقرر الهرب من زفافها من أجل الالتحاق سراً بمباريات شيخ القبيلة و في نيتها الإطاحة بالرجال انتقاما لحياتها البائسة، و لكنها حيث هربت، تصادف صديق طفولة يعترض أحلامها و يوقع قلبها...