الفصل 14 : عجو غاضب

19 5 12
                                    

كانت غزالة مستلقية في الفراش و متدثرة، أما لبنى فكانت قد سحبت إحدى الكرسيين و وضعته قرب السرير كي تجلس عليه و ترفع قدميها إلى السرير فتخبئهما أسفل الغطاء.
تابعت كلامها : " ثم قالت مدعية: أ هذا قمل.. !
تلك الخسيسة، لا أزال مغتاظة من كلامها ! ليتني لم أمسس ذاك المشط."

  - " لا عليك منها، لا شك و أنها تغار منك."

  - " هذا ليس عذراً ! على ما تغار؟ الممعن في النظر يجدها عاشت و تعيش حياة أهنأ و أجمل مني."

  - " من يشعرون بالغيرة، لا يرون الأمور على حقيقتها."

  - " كلا يا غزالة، هذه ليست غيرة، هي لا ترى فيَ شيئا تريده لنفسها أو حتى تتمنى زواله مني حسداً. هي فقط تكرهني..هكذا فقط من الهواء.." و لوحت بيديها عالياً.

  - " ماذا أقول؟ لست أجد ما أبرر به تصرفاتها.. متأكدة من أنك لم تفعلي لها شيئا ؟"

  - " هذه المرة الرابعة التي أقول لك فيها أنني لم أفعل لها أي شيء! كل ما حدث أنني فتحت غرفتها بالخطأ ثم انفجرت في وجهي، و من يومها و ثائرتها تثور علي!!"

  - " ربما كانت تحاول إخفاء شيء و أنت داهمتها، أو ربما اعتبرتك قد تعديت على خصوصياتها فغضبت."

  - " لقد كدتُ أكسر فك عجو، و لكنه لم يحمل شيئا ضدي."
ابتسمت غزالة و لا تزال عيناها مغلقتان كما كانتا طوال المحادثة:" هذا لأنه يحمل شيئا نحوك..
عجو ليس مقياساً."

  - " أياً يكن، سأنسى أمرها فأنا لن أراها ثانية بأية حال فأنا و عجو اتفقنا على الطلاق بعد المباراة.. و لن يتغير شيء!"

عندها فتحت صديقتها عينيها بقوة:" ماذا ؟!  إنكِ تتهورين يا لبنى..فكري في كم ستعانين بالانفصال عنه!"

دحرجت لبنى عينيها:" لم تصل مشاعري إلى ذلك الحد!
أستطيع العيش بدونه، أ تخالينني شخصية في حكايةٍ عن عاشقين متيمين بالحب؟" فأومأت غزالة بأن نعم لتدحرج لبنى عينيها مجددا في محجرهما:" الرحمة!"

نظرتا للباب حين طرق، ثم جاء صوت عجو:
  - " هل أستطيع الدخول؟ أحضرت لكما العشاء."

اعتدلت غزالة جالسة بينما تحركت لبنى لتفتح له، قالت: " أنت حقا مجنون، هل صرت خادما الآن كي تجلب الطعام حتى غرفتي ؟" و بينما تأخذ الصينية من يده قال:
  - " خادم القوم سيدهم..  على كل ليس في خدمتي لسيدتين محترمتين أي سوء. نعيماً." ضحكت لبنى:" شكرا لك.."

و بمجرد أن انصرف حتى أوصدت الباب و وضعت الطعام على الطاولة، و بينما تعيد الكرسي إلى مكانه، كانت غزالة قد اتخذت لنفسها مجلساً على الكرسي الثاني. و جلستا تتعشيان باستمتاع كبير، و أعربتا عن انذهالهما بلذة أكلٍ أعده رجل!

كالحليب مع التمر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن