تحت سقف مزخرف بدقة، و فوق سرير وثير، كان سلطان يغط في نوم عميق مريح.
و تحت سماء مظلمة داخلها بعض من اللونين الوردي و الأزرق، و فوق سرج حصان، كان أخيل يعدو في الفيافي رفقة شقيقه الأكبر، هارباً و هو يتفقد ما وراءه في كل حين.
لقد أمضى مع جلالته وقتا بسيطاً، و لكنه صار يعرف طبعه و شخصيته ككف يده، يستحيل أن يسمح له بالمغادرة بسهولة، لذلك هو اضطر للهرب
و رجاؤه أن يعفو عنه إذا تقابلا مرة ثانية.كان لحسن الحظ أن لبنى تخطط للعودة هذه الأيام، فمباريات شيخ القبيلة على الأبواب، و هو كان يخطط للمشاركة فيها و لكنه كان مترددا بسبب اختفاء شقيقته.
الآن، عليه أن يبذل قصارى جهده، و أن يكون حذرا من مكائد ابن عمه في المباريات، فبسببه خسر أخيل عدة مرات و لم يستطع أن يحظى بالمنصب كما وعد لبنى سابقا.
و لكن هذه المرة ستكون مختلفة حتماً عن السنين الماضية! حدث نفسه بهذه الجملة، و هو لا يعلم شدة صدقها، فمباريات هذا العام بالفعل ستكون مختلفة من عدة نواحٍ.
بتلك الأفكار، سابق أخيل الرياح باتجاه قبيلته، في تحمس، أخيراً سيملؤ عينيه برؤية لبنته، و سيطمئن على حالها.
أ تراها قد عادت بالفعل أم حتى الغد؟◇◇◇◇
انقضت الساعات في وقت قصير، و ها هو ذا قد حان وقت الغداء في منزل سنمار.
وضعت غزالة إناء حساء و حبة برتقال في يدَي دُريد، و قالت: " واثق أنك لن تشارك إخوتك الطعام اليوم أيضا؟"رد الصبي و على محياه غضب طفولي:" لقد أخبرتك من قبل، لن أجالس من لا يحب أختي." تنهدت غزالة بابتسامة حنون و مسحت على رأسه:" أفهم شعورك يا دريد، و لكنهم يبقون إخوتك في آخر المطاف." رفع نظرة منزعجة نحوها:" يكونون إخوتي حين يبدأون برؤية لبنى كأختهم! هذا نهائي."
زفرت زوجة أخيه ثانية:" كما تشاء." و رجعت تكمل عملها في المطبخ بصحبة إحدى الإماء، و قد كان التعب جليا عليها و ذلك مذ أن موعد ولادتها يقترب.
انصرف دريد إلى غرفة لبنى و التي بات يقيم بها مؤخرا، حتى بحصوله على غرفة تخصه، أوسع و أنظف، و لكنه لا يستعملها، فقد كان يفضل غرفة أخته الضيقة التي تعبق برائحتها و ذكرياته معها.
جلس على فراشها و أخذ يتناول طعامه بهدوء و هو يتمنى أن تكون بخير حيثما هربت.و بمجرد أن فرغ، وضع الإناء أرضا و قد صارت به قشور البرتقال و بذوره، ثم استلقى يطالع السقف، و شرد بأفكاره بعيداً.
أخرجه منها صوت الباب الذي فتح بهدوء و جعله ينتفض من مكانه.
لهث بارتياح طفيف حين تجاوز فزعا لا داعي له، و سرعان ما أظلم وجهه في غضب، و قد رأى أخيل عند الباب، و يبدو أنه قد عاد من سفره للتو، قال:
" كيف تجرؤ على اقتحام غرفة أختي، أخرج من فورك!" ظهرت عقدة بين حاجبي أخيل: " هي أختي أيضاً في حال أنك نسيت."
![](https://img.wattpad.com/cover/303416287-288-k510293.jpg)
أنت تقرأ
كالحليب مع التمر.
Romanzi rosa / ChickLitتتحدث الرواية عن شخصية لبنى بنت سنمار، شابة من القبائل، و أخت لستة إخوة، تقرر الهرب من زفافها من أجل الالتحاق سراً بمباريات شيخ القبيلة و في نيتها الإطاحة بالرجال انتقاما لحياتها البائسة، و لكنها حيث هربت، تصادف صديق طفولة يعترض أحلامها و يوقع قلبها...