الفصل 11 : هل المرأة إنسان ؟

13 5 8
                                    


" تساعدينني في ماذا ؟"

  - " في التخلص من حبك لي إن كان هذا الحب صادقا."

ابتسم أخيل ابتسامة هادئة:" حاولي إن استطعتِ."

اتسعت عينا لبنى و احمرت بخفة، كان الأمر و كأنه يقول أنه واثق تماما من حجم حبه، و مهما فعلت فسيظل عليه.
ضحكت:" أ تريده رهانا؟"

  - " على ما ستراهنين؟" مد يده في الهواء بابتسامة شقية فصافحت يده: " أراهن على أنني محقة بشأن أنكم لا تستطيعون أن تحبوا النساء، بصدق و لوقت طويل." لترتعش يدها قليلا حين رد:" و أنا أراهن أنني و فئة جيدة
من الرجال، يمكننا أن نحب بصدق، و إلى الأبد." و تبادلا النظرات في آخر الحديث، كل شعت عيناه بالعزم.

  - " سيدي! معذرة و لكن حان تقريبا وقت بدء العمل هنا، هل ننتظرك حتى تغادر؟" أفلتت لبنى يد عجو بسرعة و التفتت إلى الرجل الذي ظهر في المنجم مخاطبا المالك و الذي قال بأدب:" يمكنكم البدء، نحن مغادران، عملا موفقا"  فرد العامل:" شكرا لك سيدي، طاب نهارك!"

مشى عجو و لبنى في أرجاء زمردار، و أراها الكثير من الأماكن الجميلة و الجديدة عليها، و استمتع بردود أفعالها حول كل ما تراه، و هذه المرة لم يبتع لها شيئا، بل تركها تشتري ما تريده بالمال الذي قدمه لها هذا الصباح، و الذي اقتنعت به بعد مشقة و جدال في غاية الطول.

      ثم نال التعب من أقدامهما فجلسا بأحد المقاعد الحجرية في بستان زمردار العام، و الذي كان أشبه بالحدائق في العصور الحديثة، و بسبب حرارة الشمس فلم يوجد هناك الكثير من الأشخاص.
قال عجو و هو يهز ياقة ثوبه:" لا أصدق أن الشتاء على الأبواب، أشعر أني بداخل تنّور*"

  - " أ لا زلت تحب الصيف بعد هذا الجحيم؟" أسندت رأسها للوراء بوجه أحمر من الحر، فأجابها:" نعم، هذا الجحيم و لا ذلك البرد القارس في المشتاة، حيث تتورم أصابعك و لا يقيك صندوق ثيابك بأكمله من البرد." رمقته لبنى بعدم رضا و آثرت الصمت على مناقشته.

قال عجو مشيرا إلى السيفين و القوس و كنانة السهام النائمين بينهما:" بالمناسبة، كل هذه من أجل المباريات؟" أعادت لبنى رأسها لوضعه العادي مجيبة:" نعم، سأحتاج أسلحة مختلفة هناك." فعلق بقلق:" كيف تجري تلك المباريات عندكم؟ هل تقتلون بعضكم البعض أو ما شابه؟" ضحكت لبنى بينما تلتقط سيفا و تتفحصه:" القتال المباشر يكون في المرحلة الأخيرة فقط حسب علمي، و لا يفترض أن يكون هنالك قتلى."

  - " أرجو ذلك.." قال و لا زال القلق يحوم على وجهه ثم أضاف:" إذا ساءت الأوضاع فأرجوك أن تتراجعي يا لبنى، لا زلت صغيرة و هنالك سنوات أخرى يمكنك المشاركة بها لاحقا. آه و لو شئت فيسعني المشاركة بدلا عنك! إذا فزتُ أنسب الأمر لك أو آخذ المنصب و تسيرين أنت الأمور بالسر؟!" اندفع في الأخير و قد طابت له تلك الفكرة الآمنة، و لكن لبنى لكزت صدره بغمد السيف كي ترجعه للوراء مع ابتسامة متكلفة:" شكرا لك سيد حر، و لكن كوني فتاة ليس مرادفا لكوني ضعيفة، أستطيع تدبر أمري هناك."

كالحليب مع التمر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن