- " لبنى خارج الخط ! "
- " دريد، حذار، أنت تخرج عن مسار الجري!"
- " جلمود! هذا مذهل، هي شعرة بين سهمك و المنتصف!"
كان مساعد المعلم ' عجو ' يبذل جهده في كل يوم، فيراقب النزالات و يعطي التنبيهات للتلاميذ، فساهم ذلك بتخفيف العبء عن قنديل، و الذي جلس على صخرة و هو يراقب مجموعة غير التي كلف عجو بها.
- " أنت تغش يا عجو! لم تخرج قدمي عن الخط أبدا." اعترضت لبنى و هي تدفع عجو للخلف، بدا مرتبكا و هو يجيب:" أنا..متأكد من أنها خرجت قليلا.." أسندت كفيها على خصرها : " أنت تحاول جعلي أخسر عمداً، لقد اقتربت من الحدود لا أكثر، إذا كنت ضعيف البصر فاطلب من المعلم أن يعفيك من هذا العمل."
رد متضايقا و هو ينظر إليها من أسفل بقامته القصيرة:" نظري جيد جدا، و خسارة واحدة لن تضركِ، لقد فزت في كل نزالاتك السابقة يا لبنى."
ارتفع حاجبها حتى تجعدت جبهتها:" عجبا عجبا، هل بت ترد علي الكلام الآن يا أيها الطفل الهش؟"
- " لا تدعها تنل منك!" عندما أخفض عجو نظراته للأرض حصل على صفعة على ظهره من طرف المعلم قنديل و الذي تابع مخاطبا لبنى:" يبدو أن الفلفل الحار لم يعد يجدي معكِ هذه الأيام يا ابنة سنمار." فأشاحت بوجهها في تكبر، و لكنها رمقته بطرف عينها حين تحدث:" سلوكك هذا يجعلني أفكر بشأن مواصلة تدريبكِ، أما الختم فقد يصير ضربا من الخيال بالنسبة لكِ."
- " هذا ليس عدلاً! أنا أكثر من يبذل جهده هنا" ضربت لبنى بقدمها الأرض صارخة، فرد قنديل بهدوء:" و أكثر من يفتعل المشاكل مع الآخرين أيضا." كتفت يديها مدافعة عن نفسها:" هم الذين يستفزونني أولاً."
- " بل أنتِ من يستفز الآخرين، حتى عجو لم يسلم منك."
هزت كتفيها:" أفعل ذلك لمصلحته، هذا النوع من الشخصيات الضعيفة سيأكلها الناس من حولها.." نقر قنديل رأسها بعصاه:" هذا لا يعني أن تكوني أول من يأكله، دعي مساعدي الصغير و شأنه."
فركت لبنى رأسها بوجه متضايق و قالت مهددة:" فقط انتظر يا معلمي، سأجعلك تندم أنت و بنو جنسك على كل شيء في المستقبل!"
عقد قنديل حاجبيه:" بنو جنسي؟ "
ضحك عجو: " يبدو أن لبنى ليست من البشر." فتلقى ركلة على ركبته من طرف لبنى التي أوضحت:" أتحدث عن الذكور و الإناث!" فقال المعلم:" لا تقال هذه العبارة عن الجنسَين."
نظرت له لبنى بسوداوتين حادتين :" نحن جنس بمفردنا، لا نمد لكم بصلة و لا ننتمي لكم، و سنحكم قبضتنا على كل شيء، أما أنتم فستحصلون على حياة صعبة حيث تكون أحلامكم مستحيلة و سعادتكم قصيرة المدى، و هذا وعد."
أنت تقرأ
كالحليب مع التمر.
ChickLitتتحدث الرواية عن شخصية لبنى بنت سنمار، شابة من القبائل، و أخت لستة إخوة، تقرر الهرب من زفافها من أجل الالتحاق سراً بمباريات شيخ القبيلة و في نيتها الإطاحة بالرجال انتقاما لحياتها البائسة، و لكنها حيث هربت، تصادف صديق طفولة يعترض أحلامها و يوقع قلبها...