- " عجو !" هتفت ياقوت التي كانت على وشك غلق إحدى نوافذ الدار لما رأت شقيقها يدنو شاردا، رفع رأسه و اتجه إليها لتسأله باحثة من حوله :" أين لبنى؟ أ لم تستطع اللحاق بها ؟"- " إنها عند حور." أجاب متنهدا فوضعت الصغيرة وجها غير راض ثم تركت مكانها و فتحت له الباب ليدخل، انضم لوالدته و شقيقاته في المجلس و اللاتي وقفن يسألن عن لبنى بسرعة و حدثهن برغبتها في المكوث حاليا عند أختهم الكبرى.
ثم سأل بضيق لم يخفه :" أين فاتنة ؟" فردت عليه جونة و التي بدت أشد سخطا من لبنى :" أمرها أبتي أن لا تبرح غرفتها، لا أصدق إلى أي مدى قد وصلت وقاحة تلك الفتاة."
هدأتها والدتها :" عندما يرجع والدكن سأتحدث و إياه معها، سوف تدرك خطأها و تصلحه، لا تقسي على أختك يا جَونة."
رفعت جونة سبابتها :" هذه المعاملة يا أماه، نعم، إنها هي ما أوصلت تلك الفتاة إلى هذه الحال من الأنانية و التمرد! لو كانت ابنتي لاقتحمت غرفتها و لطمتها حتى تتأدب."
نهضت الأم متجهة للمطبخ:" لكنها ليست ابنتك، بل ابنتي أنا." و تركت جونة تتذمر بضيق.
قالت ضحكة و هي تحتضن قدميها :" أكثر من غضبي من تصرف فاتنة، فأنا أشعر بالأسف من أجل لبنى. لا أصدق أنها كانت تتعرض للمضايقات دون أن نلحظ..حتى أنني وبختها ذات مرة حين ظننتها هي من تضايق فاتنة."
وضعت ياقوت يدها على رجل أخيها تلفت انتباهه :" أجبني يا أخي، متى قالت لبنى أنها سترجع ؟" مسح على رأسها و قد أسعده اهتمامها بلبنى :" ستكون هنا في الغد، لا تقلقي." ليشرق وجه أخته فرحاً.
نهض بعد ذلك، و مشى حتى باب غرفة فاتنة و طرقه، لم يأته أي جواب، فطرق مرة أخرى و أعلن:" فاتنة، إنه أنا."
أصدر الباب قعقعة و هو يفتح ببضع سنتمرات، و رأى نصف وجه فاتنة و قد تورم من البكاء:" هل جئت أنت أيضا لتعاتب شقيقتك التي من لحمك و دمك من أجل تلك الفتاة الشريدة؟"
قال بهدوء:" نعم."
دهشت فاتنة من رده و فتحت الباب أكثر صارخة بقهر:" ليس أنت أيضا يا عجو! لماذا تتصرف معي هكذا؟"
- " لأنك أخطأتِ يا أختي و أنت ترفضين الاعتراف بخطئك حتى، تخيلي نفسك مكان لبنى !"
- " و لما لا تتخيل هي نفسها مكاني؟ عرجان واسعة لما عليها أن تكون هنا بيننا، هذا الوضع ثقيل و غير مريح، إنها غريبة عنا و مختلفة، أنا أكرهها. أ لا ترى كيف تحرضكم جميعا ضدي؟"
مسح عجو وجهه بتعب: " هل أنت جادة حقا يا فاتنة؟ لما أنت عنيدة هكذا ؟ هل أنت حقا لا ترين الخطأ الواضح فيما فعلته للبنى أم أنك تحاولين فقط التهرب من الاعتذار؟"
أنت تقرأ
كالحليب مع التمر.
ChickLitتتحدث الرواية عن شخصية لبنى بنت سنمار، شابة من القبائل، و أخت لستة إخوة، تقرر الهرب من زفافها من أجل الالتحاق سراً بمباريات شيخ القبيلة و في نيتها الإطاحة بالرجال انتقاما لحياتها البائسة، و لكنها حيث هربت، تصادف صديق طفولة يعترض أحلامها و يوقع قلبها...