" هل خرجَت.. ؟ "
سألت السيدة لبابة بجزع حين دخل زوجها غرفتهما و قد بدا محبطا مهموما، و اكتفى بهز رأسه نافيا.
مسحت وجهها و عادت تجلس من جديد : " يا إلهي! من أين نزلت علينا هذه المصيبة الآن!
لقد تمرغت سمعتنا في التراب يا أبا هلل فما عسانا فاعلين ؟ "جلس غمام على كرسي و رأسه بين يديه :
" الأهم من تلك الثرثرات المنتشرة هي نجوم..
إني خائف عليها، هي ترفض الخروج رفضا قاطعا،
لا بد و أنها تمر بوقت عصيب."" لست أفهم سبب ذهابها إلى هناك ! كيف تخرج شابة لوحدها في الليل ! " صاحت لبابة في غضب شديد ثم همست لزوجها بتوجس:
" أ و تظنها ذهبت حقا لتقابل آزر؟ أ يمكن أنهما
يتواعدان سرا عنا ؟ ""بحق خالق السماء! أ لا تعرفين ابنتك ؟
ثم هي رفضته قبل أن يجلب أباه عندنا حتى، بمجرد أن سألتِها عن الأمر فإنها ردت بحزم أنها لا تريده."" لا أدري.. ربما غيرت رأيها أو أنهما كانا متشاجرين وقتها لذا رفضته.." دافعت الأم عن موقفها فزفر غمام بتعب ثم قال بشيء من الهجوم : " ابنتي نجوم تعرف حدودها و لا تلقي بنفسها للخطر، أنا واثق من أن الأمر قد كيد لها "
" أ يمكن هذا حقا ؟ أنا أود أن أصحح الأمر للناس، لقد أوصل الخدم لي أخبار القوم، و الجميع يقول أشياء مخلة بالأدب و يضيف على القصة أكثر مما يلزم حتى كدت أصدق.
إن شرف العائلة على المحك، علينا فعل شيء.."لم يجبها زوجها و غاص في أفكاره عميقاً، أنى له تبرئة ابنته و إيجاد الحقيقة بينما هو لم يكن حاضرا و هي ترفض فتح باب غرفتها ؟ إنه اليوم الثاني و لا زالت لم تخرج !
نظرت لبابة إلى زوجها حين طرق باب المنزل و لكن لم يبدو عليه أنه سمعه لشدة شروده، و لكنه عاد لإدراك ما حوله حين صار هنالك طرق على باب غرفتهما الآن، نظرا لبعضهما ثم قام هو و فتح.
كان ذلك أحد عبيدهم و قد خاطب سيده بنبرة مؤدبة : " سيدي، إن السيد سنمار و ابنه آزر على الباب، يريدانك في موضوع مستعجل."
تبادل النظرات و زوجته مرة ثانية.و بذلك اجتمع مع شقيقه الأكبر و ابنه في المجلس، و ضيّفهما بالتمر و الحليب، و لكن لا أحد دنا من الطعام و كان الحوار ما يهم جميع الأطراف.
كان في سنمار شيء من كل أبنائه، و كأنه خليط من سبعتهم و لكن أكثرهم شبها به ملامحاً هم أبناء تودد، و الأكثر شبها شخصية فإنه آزر، و لو أن هذا الأخير أقسى منه تعبيراً و أدنس نفساً.
سنمار : " كيف أخبارك يا أخي ؟ "
تبسم الأخ الأصغر بثقل : " ..بخير، بخير.
ماذا عنك ؟ أرجو أن تتجاوزوا خسارتكم لامرأة طيبة كأم رمل."
أنت تقرأ
كالحليب مع التمر.
ChickLitتتحدث الرواية عن شخصية لبنى بنت سنمار، شابة من القبائل، و أخت لستة إخوة، تقرر الهرب من زفافها من أجل الالتحاق سراً بمباريات شيخ القبيلة و في نيتها الإطاحة بالرجال انتقاما لحياتها البائسة، و لكنها حيث هربت، تصادف صديق طفولة يعترض أحلامها و يوقع قلبها...