26- لن اغفر لك

440 12 47
                                    

كانت ريم تشعر كأنها تغرق في بحر من الظلام الثقيل، تحاول أن تسبح نحو السطح، لكن ثقل الألم والجراحة يسحبها إلى الأسفل. صوت الأجهزة المحيطة بها يبدو بعيدًا ومشوشًا، أشبه بضوضاء غير مفهومة تخترق وعيها بصعوبة. تحاول فتح عينيها، لكن الجفون ثقيلة وكأنها تحمل جبالًا.

ببطء شديد، تبدأ في إدراك الألم العميق في صدرها، شعور كالحرق يمتد من الجرح إلى داخل صدرها، مع كل نفس تحاول أخذه، تشعر وكأن هناك سكينًا يتغلغل في رئتها. تعجز عن أخذ نفس عميق، وكأن هناك يدًا غير مرئية تضغط على صدرها، تمنع الهواء من الدخول بشكل طبيعي.

تحاول ريم أن تتحرك، لكن جسدها لا يستجيب كما ينبغي؛ الألم يسيطر على كل حركة، حتى فتح عينيها بالكامل يبدو وكأنه تحدٍ كبير. تبدأ في الشعور بالعرق البارد يتصبب من جبينها، ويدها ترتعش عندما تحاول لمس صدرها لتفهم ما يحدث. الحلق جاف، وكأن الرمال علقت فيه، تحاول أن تبلع لكنها تجد صعوبة.

كانت تشعر بالضعف الشديد عندما تذكرت كل شئ وأول ما يمر ببالها هو الخوف، خوف من أن تكون الرصاصة قد تركت أثرًا لا يمكن إصلاحه. في تلك اللحظة، تدرك أنها بين الحياة والموت، وأن كل نفس تأخذه يحتاج إلى مجهود لا يصدق. تشعر بأن وعيها يتأرجح بين السقوط في هاوية الألم والبقاء في هذا العالم، ولكنها تقاوم الاستسلام، تحاول التركيز على التنفس رغم كل شيء، لأن هذا هو الرابط الوحيد الذي يبقيها على قيد الحياة.

كانت ريم مستلقية على سرير المستشفى، أنوار الغرفة هادئة، والأجهزة الطبية تملأ الجو بصوتها الرتيب. يدها متصلة بجهاز مراقبة نبضات القلب، وصوت النبضات يتناغم مع دقات قلبها المتعبة. غشاء الأكسجين يغطي نصف وجهها، يساعدها على التنفس بعد العملية الصعبة.الجرح مكان الرصاصة لا يزال محاطًا بالضمادات، ولكن هناك ألم واضح على ملامحها رغم تأثير المسكنات. الجانب الأيسر من صدرها ملفوف بعناية، حيث فقدت جزءًا من رئتها اليسري. لم تستطع ريم ان تقاوم اكثر من هذا، اغلقت عينيها مرة اخري و نامت

ظلت ريم بالعناية المركزة لمدة 4 ايام بعد ذلك اليوم و باليوم الخامس تم نقلها لغرفة و بمجرد ان تم نقلها وجدت سارة بانتظارها

سارة: حمد لله علي السلامه حبيبتي. الحمد لله يا رب اننا اتطمنا عليكي. الدكاترة طمنوني و قالو ان خلاص الخطر عدا و كلها اسبوع و تخرجي من المستشفي

ابتسمت لها ريم ابتسامه خفيفة لا تستطيع التحدث

سارة: حسام برة. كان عايز يدخل يتطمن عليكي

اومأت لها ريم ايماءه خفيفه لتفهم سارة انها موافقه فخرجت و استدعت حسام.

حسام: مش يلا تقومي عشان تروحي و كفايه دلع لحد كدة! مكانتش رصاصة دي

ابتسمت له ريم و حاولت التحدث بصعوبه رغم الالم الذي تشعر به في صدرها

ريم: ايه الي حصل؟ جيت هنا ازاي؟

لن اغفر لك Where stories live. Discover now