في السابعة صباحا من اليوم التالي كانت ريم تعيش حالة من التوتر و القلق فانتظار مكالمة ريتشل، شعور عارم لا تستطيع الهروب منه. قررت أن تذهب إلى صالة التمرين لتفرغ طاقتها، آملة أن تجد في المجهود ما يخفف من ضغوطها النفسية. عندما دخلت إلى الصالة، لاحظت أنها فارغة، لم يكن هناك أحد. توقعت أن السبب هو أن الوقت ما زال مبكرًا، فلم تفكر كثيرًا في الأمر.
استلقت ريم على الأرض لتبدأ بتمرينات البطن، مركزة على جسدها محاولةً نسيان كل ما يدور في رأسها. كانت ترفع وزنًا ثقيلًا عندما فجأة، سمعت صوتًا مألوفًا. كان الصوت يشبه صوت سليم إلى حد كبير، لكن لم تتمكن من تمييز الكلمات التي قيلت. توقف عقلها للحظة، وشعرت بخوف غامض يتسلل إلى قلبها.
تذكرت كلام الطبيبة النفسية عن أن بعض الأشخاص، بسبب الصدمة، يتخيلون أن من فقدوهم لا يزالون أحياء ويتحدثون معهم. بدأت تكرر لنفسها بصوت خافت وكأنها تحاول إقناع نفسها: "سليم مات، سليم مات". لكن فجأة تكرر الصوت مرة أخرى، وكان هذه المرة واضحًا.
سليم: كنت متأكد إنك بتحبيني على فكرة.
كانت تلك الكلمات كالسهم الذي اخترق قلبها. وضعت الوزن الذي تحمله على الأرض ببطء، ولفت رأسها ببطء شديد لتتفاجأ بأن سليم يقف خلفها. عيناها اتسعتا من الصدمة، وجسدها تجمد في مكانه. شعرت بقشعريرة تسري في جسدها، وقلبها أخذ ينبض بسرعة لا تصدق. لم تستطع تصديق ما تراه عيناها. هل هو حقيقي أم أن عقلها يخدعها؟
بدأت تتحرك ببطء وهي تحدق في سليم بعيون ملؤها الذهول. عيناه كانتا تلمعان بتلك النظرة التي تعرفها جيدًا، النظرة التي كانت تذيب قلبها وتُشعرها بالأمان. تلك النظرة الحادة المليئة بالثقة التي كانت تجعلها تشعر بأنها محمية ومحبوبة، حتى في أكثر الأوقات ظلامًا.
وقفت ريم أمامه، تحدق في وجهه بذهول وعدم تصديق. هو الآخر كان ينظر إليها، لكن بنظرة متعجبة، لم يتوقع أن يكون رد فعلها بهذه الهدوء. مدت ريم يدها ببطء، تلمست جسده برفق لتتأكد أنه حقيقي، أنه موجود بالفعل أمامها. وبمجرد أن لمسته، ظهر الفرح في عينيها للحظة قصيرة جدًا، لحظة اختلطت فيها مشاعرها بين الفرح بعودته والغضب مما فعله.
YOU ARE READING
لن اغفر لك
Romanceعد بي الي حيث كنت قبل ان التقيك ثم ارحل روايه بالعاميه المصرية لو قريت السطور هتقرا قصه رومانسيه ومغامرة خفيفة لكن لو قريت بين السطور هتقرا عن العقبات الي بتقابلها الستات بمختلف اعمارهم فالمجتمع المصري علي مختلف طبقاته تنويه صغتن عشان منزعلش من بعض...