14_ مواجهة بين الحب والسيطرة ❗

17 1 0
                                    

أحمد، بوجه مليء بالانفعال، قال بنبرة تتسم بالإصرار: "أسماء، أنتِ زوجتي، وهذا حقي. لا يمكنك الاستمرار في رفضي بهذا الشكل."

أسماء نظرت إليه بعينين مملوءتين بالغضب والحزن، وصرحت بحزم: "أحمد، الزواج لا يعني السيطرة أو الإكراه. أنت لا تملك حقي في جسدي أو حياتي. لا يمكنك أن تطلب شيئًا كهذا وتعتقد أنه طبيعي."

أحمد شعر بالارتباك، وكأنها صفعة من الواقع الذي حاول تجنبه. كان في داخله صراع بين رغبته في فرض سيطرته وكبريائه وبين حقيقة أنه كان يخطئ بحقها وبحق نفسه.

أسماء، وهي تأخذ نفسًا عميقًا، أكملت بنبرة ثابتة: "الحب والزواج ليسا مبنيين على الإجبار أو الحقوق المفروضة بالقوة. أنا لن أسمح لأحد بأن يأخذ مني ما لا أريد أن أعطيه بمحض إرادتي. إذا كنت تظن أن هذه الطريقة ستجعلني أقترب منك، فأنت مخطئ."

أحمد وقف متسمراً، يحاول استيعاب كلامها. كان يعرف في أعماقه أنها على حق، لكنه لم يعرف كيف يتعامل مع هذا الشعور الجديد، الشعور بأنه ربما كان الخطأ الأكبر في علاقتهما هو افتقاده للفهم والاحترام.

أحمد، بصوت خافت ومليء بالندم: "أسماء، أنا آسف... لم أكن أقصد أن أصل إلى هذا الحد. أرجوكِ، سامحيني."

أسماء، وهي لا تزال تشعر بالخوف والاضطراب، قالت بصوت مرتجف: "أحمد، كل ما أريده هو أن تعترف بحقوقي كإنسانة. لا يمكننا الاستمرار في هذا الصراع. أنا أحتاج إلى الوقت والمساحة لأقرر ما هو الأفضل لي."

أحمد، بعد لحظة من الصمت، أومأ برأسه ببطء، معترفًا بخطئه. "أسماء، سأمنحكِ المساحة التي تطلبينها. أعدكِ أنني سأكون مختلفًا، سأحاول أن أكون الشخص الذي تستحقينه."

أحمد تراجع ببطء، وتوجه نحو الباب دون أن ينطق بكلمة أخرى. شعور الفشل والارتباك كان واضحًا عليه. لم يكن معتادًا على مواجهة مقاومة من أسماء، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفًا. لم يعد بإمكانه تجاهل مشاعرها أو حقيقة أن تصرفاته كانت تهدم كل ما تبقى بينهما.

عندما وصل إلى الباب، توقف لبرهة، محاولًا جمع أفكاره. كانت هناك رغبة عميقة بداخله للتراجع والاعتذار، لإصلاح ما أفسده، لكن كبرياءه كان يمنعه من التراجع بسهولة.

أسماء، التي كانت تراقبه بعينين مليئتين بالترقب، انتظرت منه أن يقول شيئًا، لكن الصمت كان هو الرد الوحيد.

أخيرًا، غادر أحمد الغرفة، تاركًا أسماء وحيدة، تواجه مشاعرها المتناقضة. شعرت بنوع من الارتياح لأنها تمكنت من الدفاع عن نفسها وعن حقوقها، لكن الألم لم يكن أقل حدة. كانت تعلم أن هذه المواجهة قد تكون بداية النهاية لعلاقتهما.

في الأيام التالية، تدهورت الأمور بينهما بشكل أكبر. أصبح أحمد أكثر انعزالًا وغضبًا، بينما كانت أسماء تزداد إصرارًا على أنها تستحق معاملة أفضل. كانت تبتعد عنه شيئًا فشيئًا، عاطفيًا ونفسيًا، حتى بدأ القصر الذي يعيشون فيه يشعر وكأنه سجن لا مهرب منه.

زواج تحت سقف الاكراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن