في صباح اليوم التالي، جلس أحمد على طاولة الطعام، وقد حاول أن يتجاهل التوتر الذي يملأ الجو بينه وبين أسماء. كانت أسماء تجلس مقابله، صامتة، وعيناها متورمتان من البكاء، وآثار الضرب بادية على وجهها وجسدها.
كان الجو مشحونًا بالصمت. أحمد حاول أن يبدأ الحديث، لكنه شعر بالثقل في قلبه. رغم ما فعله ليلة أمس، كان يشعر ببعض الندم، لكنه لم يعرف كيف يعبر عنه. بدأ يتناول طعامه ببطء، محاولًا كسر الصمت الذي كان يزداد ثقلاً مع كل لحظة.
**أحمد:** (بصوت هادئ لكنه متردد) "أسماء... أنا... آسف على ما حدث بالأمس. لم أكن أقصد أن أؤذيكِ."
أسماء رفعت عينيها ونظرت إليه، لكن نظرتها كانت خالية من أي شعور. لم يكن هناك غضب ولا حزن، فقط فراغ عميق.
**أسماء:** (بصوت خافت) "هل تعتقد أن كلماتك تستطيع أن تمحي ما فعلته؟"
شعر أحمد بالضيق من كلماتها، لكنه لم يعرف كيف يرد. كان يعرف أنها محقة، وأن الأسف لن يغير شيئًا.
**أحمد:** (يحاول إقناعها) "أعرف أني أخطأت، لكنني أريد أن نحاول تجاوز هذا. لا يمكننا أن نستمر بهذه الطريقة، علينا أن نجد حلاً."
أسماء لم ترد، بل استمرت في تناول طعامها بصمت. كان الحزن يحيط بها كغيمة مظلمة، ولم تكن قادرة على التفكير في شيء آخر سوى الألم الذي تشعر به.
**أحمد:** (بصوت مليء بالاضطراب) "أرجوكِ، أعطني فرصة لأصلح الأمور. أعدكِ أنني سأكون أفضل."
لكن أسماء لم تكن مقتنعة. كانت تعلم أن هذه الكلمات قد تكون مجرد وعود فارغة، وأن الجروح التي تركها في قلبها لن تلتئم بسهولة. نظرت إليه مرة أخرى، وقالت بصوت مثقل بالحزن:
**أسماء:** "لقد كسرتني، أحمد. هناك أشياء لا يمكن إصلاحها، حتى لو حاولت."
عاد الصمت ليخيم على المكان، وكل منهما غارق في أفكاره. كان واضحًا أن العلاقة بينهما قد تغيرت للأبد، وأن ما حدث في الليلة الماضية ترك أثرًا لن يزول بسهولة.
بعد تلك اللحظة الصعبة على طاولة الطعام، شعر أحمد بحزن عميق وندم على ما فعله. كان يعلم أنه تجاوز كل الحدود، وأنه ربما قد فقد شيئًا لا يمكن استعادته. شعر بأن الأمور خرجت عن سيطرته، ولم يعرف كيف يصلح ما انكسر بينه وبين أسماء.نهض من على الطاولة دون أن ينطق بكلمة أخرى. نظر إلى أسماء للحظة، لكنها لم ترفع عينيها نحوه. كان قلبه مثقلاً، وأفكاره مشوشة. لم يكن قادرًا على مواجهة هذا الواقع المرير، فاختار الهروب إلى الشيء الوحيد الذي يعرفه: عمله.
خرج أحمد من المنزل بسرعة، واتجه إلى سيارته. وهو يقود في الطريق إلى الشركة، كانت الأفكار تتصارع في ذهنه. كان يحاول التركيز على عمله، لكنه لم يستطع التخلص من الشعور بالفراغ والندم الذي يلازمه. كلما تذكر وجه أسماء المليء بالحزن، شعر بثقل أكبر يضغط على صدره.
أنت تقرأ
زواج تحت سقف الاكراه
Romance✨ يتحكم بمشاعري كما يشاء، يجعلني أبكي دون رحمة ويتجاهل آلامي بلا شفقة. ⭕ الرواية باللغة العربيه قصه الرواية 👇🏻 في قلب مدينة كبيرة، تعيش اسماء، فتاة في الثامنة عشر من عمرها، تعاني من واقع مرير يضعها في مواجهة قرار صادم، تجد نفسها مضطرة للزواج من...