الفصل 11 بعنوان: خطأ عاطفي

18 4 1
                                    

توقف صاحب العيونِ المخضرةِ عن الحركةِ عندمَا رآها أمامه ، الفتاة التي يرْغَب في شفَاء غَلِيلهِ بِقتلها ،  رَفعت أكِينا عَينيهِا من أجرَامه الخَضراءِ لِعدم قدرتها على تحملِ كل تلك المشَاعرِ التي ضاقَت بصدرهاَ ، لكنَها لم تلبِث حتى إتسعت عيناهَا إثر محاولاتهِ لإيثارِ إنتباهها له ، عن طريق صراخهِ في قطعة القماش تلك ، التي أحكم تنغن-ساما وضعها على فمه لِسد سَائل الشتماتِ المنهمرة عليهِ 

أكينا : ماذا تُحاول...أن تقول ؟

إقترَب صاحب الحضور المُبهرج إثر سمَاعِه لصرخَاتٍ مكتومةٍ ، لِيقف شاهقًا خلف الصَغيرة التي تُحاول قَولِ شئ مَا ، لكن لا لِسانها ولا مَشاعرها سَانداها ، كَيف ستُدافع عن نَفسها و هي تُعطي كل الحَقِّ لريوتا!

تنغن-ساما و هو يُحملقُ بريوتا مع إبتسامةٍ مُتكلفة من خلف أكِينا : أوي أوي ما بكَ ؟ ألم نَتحدث فِي هذا المَوضوعِ البارحة على طريقتنا ؟!

مَد تنغن ساما دِراعه ليرجِع الأصغر خَلفه ، ثم جَثى على رُكبتهِ واضعاً يده على رَاس ريوتا

تنغن ساما : ما شعوركَ...و هَدفك أمامك ؟ لكن لا تستطيع الوصول إليه ، بسبب شئ او بٱخر ؟

عقدت صاحبة الشعر الأبيض حاجبَها لكلامِ المبهرج ، مدركةً أن هذا سيستفز ريوتا أكثر

أكينا : توقف عن كلامكَ هذا... ما هدفكَ بإستفزازه ؟

تنغن ساما و هُو ينْزل يَده من رأسِه ألى كتُف الجالِس أرضا أمامه : أجرينا البارحة محادثةً ...و أدركتُ أنه لا يفهم بلغة الإنس...

إبتسمَ تنغن على نطاق واسعً و هو يرفع قبضته من كتفِ ريوتا إلى وجنتهِ ، ليقوم بضربها بخفٍ مرتين قبل أن يقُول : لا أعلم عن أي  حبٍ أغرقته الراحلة به ِ ، لكن لو أن للجميعِ صِلة أُخوةٍ و إعتزازٍ كالذي يملكه هُو لٱختِه ، لكَانت كثير من الامُورِ بخير..

نهضَ تنغن من وضعيته ليقف على قدميهِ ، ثم أخفضَ رأسَه و عضَّ شفَته متحسرًا على شئ ماَ ، بَينما أجرامُ المحيطِ تحطُ عيناهَا على ريوتا الذي صمتَّ فجأةً ، و إلى ملامح المبهرجِ التي لم يَنتبه لها غيرها ، و ماكانت لتفوتها!

حَدقت أكينا بتنغن لدقَائق ، مُستشعرةً ألمهُ و نَدمه غير مدركةً للسبب ، ليلفتَ إنتباهها بريق من مُقلتَي رِيوتا ، دُموع مُنسكبةٌ على وجنتيهِ لتندثر فور وصولها للشريط الذي يربط فَمه

شَعرت أكينا بصدرها يَنقبض ، ثُم خطَت خُطوتين لتَقف جَنب الأكبر ،  و هي تُمسك بهِ من زِيه ، لتُلفت إنتباهه لها ، وَ عندما وَلت النضرَات الوردية لصاحبةِ الشَعر الابيض ، قالت و هِي تنضر في عيونه طَاردةً التوتر عنها

       فُكَ وثاقه

رَفعَ تنغن حاجبه لِطلبها ، و مع تغَير ملامحهِ خفضت أكينا رأسها ، لتفْرك بأنَاملها رَأس الفأر الفاقدِ لوعيهِ بين يديها ، لاحت نضرات صاحب الجثة الضخمة إلى ريوتا ، مُلاحضا ضُعفه و قِلة حيلتهِ أمامهِ ، فَتقدم خُطوة و هو يدفع بالصغيرة للخلفِ  ليفكَ وثاقَ الجالسِ على الأرض ، و ما إن فكَّ وثاقه حتى مدَ يديه و نزع قطعةَ القماش عن فمه ، لتَسقط دِراعيه على فَخِديه و هو جالس أرضا ، و دُموعه تسبق روحه في السقوط ، لترتفع وتيرة بُكائه ألى شهقااتٍ قبضت قلب أكينا ، لِيقف تنغن آخدا بكتفِ صاحبة العيون الزرقاء الثابتة على حال ريوتا ، ليخرجَا من مكانِهما تاركان إياه يصَارع دموعه ، و أفْكاره ، دُون تدخل سُيوفه هذه المرة ...

Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن