توقف صاحب العيونِ المخضرةِ عن الحركةِ عندمَا رآها أمامه ، الفتاة التي يرْغَب في شفَاء غَلِيلهِ بِقتلها ، رَفعت أكِينا عَينيهِا من أجرَامه الخَضراءِ لِعدم قدرتها على تحملِ كل تلك المشَاعرِ التي ضاقَت بصدرهاَ ، لكنَها لم تلبِث حتى إتسعت عيناهَا إثر محاولاتهِ لإيثارِ إنتباهها له ، عن طريق صراخهِ في قطعة القماش تلك ، التي أحكم تنغن-ساما وضعها على فمه لِسد سَائل الشتماتِ المنهمرة عليهِ
أكينا : ماذا تُحاول...أن تقول ؟
إقترَب صاحب الحضور المُبهرج إثر سمَاعِه لصرخَاتٍ مكتومةٍ ، لِيقف شاهقًا خلف الصَغيرة التي تُحاول قَولِ شئ مَا ، لكن لا لِسانها ولا مَشاعرها سَانداها ، كَيف ستُدافع عن نَفسها و هي تُعطي كل الحَقِّ لريوتا!
تنغن-ساما و هو يُحملقُ بريوتا مع إبتسامةٍ مُتكلفة من خلف أكِينا : أوي أوي ما بكَ ؟ ألم نَتحدث فِي هذا المَوضوعِ البارحة على طريقتنا ؟!
مَد تنغن ساما دِراعه ليرجِع الأصغر خَلفه ، ثم جَثى على رُكبتهِ واضعاً يده على رَاس ريوتا
تنغن ساما : ما شعوركَ...و هَدفك أمامك ؟ لكن لا تستطيع الوصول إليه ، بسبب شئ او بٱخر ؟
عقدت صاحبة الشعر الأبيض حاجبَها لكلامِ المبهرج ، مدركةً أن هذا سيستفز ريوتا أكثر
أكينا : توقف عن كلامكَ هذا... ما هدفكَ بإستفزازه ؟
تنغن ساما و هُو ينْزل يَده من رأسِه ألى كتُف الجالِس أرضا أمامه : أجرينا البارحة محادثةً ...و أدركتُ أنه لا يفهم بلغة الإنس...
إبتسمَ تنغن على نطاق واسعً و هو يرفع قبضته من كتفِ ريوتا إلى وجنتهِ ، ليقوم بضربها بخفٍ مرتين قبل أن يقُول : لا أعلم عن أي حبٍ أغرقته الراحلة به ِ ، لكن لو أن للجميعِ صِلة أُخوةٍ و إعتزازٍ كالذي يملكه هُو لٱختِه ، لكَانت كثير من الامُورِ بخير..
نهضَ تنغن من وضعيته ليقف على قدميهِ ، ثم أخفضَ رأسَه و عضَّ شفَته متحسرًا على شئ ماَ ، بَينما أجرامُ المحيطِ تحطُ عيناهَا على ريوتا الذي صمتَّ فجأةً ، و إلى ملامح المبهرجِ التي لم يَنتبه لها غيرها ، و ماكانت لتفوتها!
حَدقت أكينا بتنغن لدقَائق ، مُستشعرةً ألمهُ و نَدمه غير مدركةً للسبب ، ليلفتَ إنتباهها بريق من مُقلتَي رِيوتا ، دُموع مُنسكبةٌ على وجنتيهِ لتندثر فور وصولها للشريط الذي يربط فَمه
شَعرت أكينا بصدرها يَنقبض ، ثُم خطَت خُطوتين لتَقف جَنب الأكبر ، و هي تُمسك بهِ من زِيه ، لتُلفت إنتباهه لها ، وَ عندما وَلت النضرَات الوردية لصاحبةِ الشَعر الابيض ، قالت و هِي تنضر في عيونه طَاردةً التوتر عنها
فُكَ وثاقه
رَفعَ تنغن حاجبه لِطلبها ، و مع تغَير ملامحهِ خفضت أكينا رأسها ، لتفْرك بأنَاملها رَأس الفأر الفاقدِ لوعيهِ بين يديها ، لاحت نضرات صاحب الجثة الضخمة إلى ريوتا ، مُلاحضا ضُعفه و قِلة حيلتهِ أمامهِ ، فَتقدم خُطوة و هو يدفع بالصغيرة للخلفِ ليفكَ وثاقَ الجالسِ على الأرض ، و ما إن فكَّ وثاقه حتى مدَ يديه و نزع قطعةَ القماش عن فمه ، لتَسقط دِراعيه على فَخِديه و هو جالس أرضا ، و دُموعه تسبق روحه في السقوط ، لترتفع وتيرة بُكائه ألى شهقااتٍ قبضت قلب أكينا ، لِيقف تنغن آخدا بكتفِ صاحبة العيون الزرقاء الثابتة على حال ريوتا ، ليخرجَا من مكانِهما تاركان إياه يصَارع دموعه ، و أفْكاره ، دُون تدخل سُيوفه هذه المرة ...
أنت تقرأ
Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"
Fantasy"الفن هو تعبير الروح عن أعظم المشاعر." "في حديقة الذكريات، كل زهرة تحمل قصة، وكل شوكة تذكرها بجرح عميق" "كان للغيوم هيبة تحثها على التعبير عن مشاعر مكبوتة." لعَلها بضع جمل قد قرأتها أنت ، لكنها شكلت حياتا ٱخرى لصغيرتنا ..