الفصل 25 : " محطة تلاقي الجَرمين"

9 2 2
                                    


.. ألفاظ ممزوجة بشهقات ناجمةٍ عن سرعة ركضها للوصول له .. متكئة بيديها على ركبتيها بينما تحني رأسها للأسفل سامحة لخصلات شعرها الثلجية بالنزول نحو الأرض معانقة الهواء و نسيم الصباح البارد ..

أكينا : " أنا .. أنا أعرف من فعلها .. أخي! إنه ذلك ، من .. لديه سجائر! "

جعد المبهرج حاجبيه بينما يرمق لؤلؤة البرد بنضرات إستفهامية لعدم إستيعابه لكلامها المختلط مع أنفاسها ، ما جعله يجثو على ركبتيه أمامها رافعا رأسها و هو يضع وجهها بين كفيه ليثبت بأجرامه الورية على محيطها الهائج في عينيها ، لتنطق و هي تضع إحدى يديها على كفه المستقرة فوق خدها ..

أكينا : " البارحة ، ذلك الشخص الذي يقوم بحرق نفسه ، رأيت ثلاثة منه البارحة ليلا  بينما أنتم نيام ! "

أخد يفرك إبهامه على خدها بلطف ، في إلتفاتة منه لطمئنتها و تهدئة أنفاسها المتسارعة ، و بعد عدة لحضات من أخد أنفاسٍ عميقة غدَّت بها خلاياها ، تنهدت بعمق لتخرج بين تنهداتها حروفا كانت أثبث من الألفاظ المبعثرة سابقا ..

أكينا : " الدخان ، أو ربما السجائر ، شئ ما لم يكن طبيعيا ، كانت هناك لعنة من نوع ما لم أستطع التنبه لها حتى اللحضة ! "

تنغن : " ٱوي ٱكي .. بهدوء ، و إشرحي لي كل شئ تعرفينه .. ! "

لاحت لؤلؤة البرد بأجرامها يمينا ثم شمالا ، فلاقت صاحب الهاوري النصفي و أجرام الزمرد قد تجمعا حولهما يراقبان أو بالأحرى يركزان بكلامهما ، ما جعلها تبحث عن نقطة دعم ٱخرى في عينا شقيقها ، تدفع بها للنطق و الكلام دون خوفٍ من معارضة كلامها أو أفكارها التي لا تزال مشوشة ، رغبتها بأن تُنضم تلك الأفكار مع الثلاثة حولها تعارض خوفها من عدم قبولها و نفيها دون منحها الفرصة المناسبة لقشع السحاب الرمادي المتكاثف بين ثنايا عقلها ..

عضت على شفتها السفلية بينما لاتزال تبحث عن حروف تستهل بها الكلام في أجرام الأكبر أمامها ، فأردفت بعد تفكير طويل ..

أكينا : " من فضلك .. لنتكلم في مكان أقل إزدحاما! "

أومأ الأكبر لحاجة شقيقته الهدوء بعيدا عن كمية هذه الضوضاء الثقيلة و المشاعر السلبية حولهما ، مراعيا بذلك قدرتها التي لاحضها عليها مع تسجيله لملاحضات لوسائل توضيفها في حياتها اليومية القادمة ..

ريوتا : " اوزوي-سان ، دعنا نتكلم في مطعم المحطة ! إنه فارغٌ نسبياً .. "

إلتقت نضرات العامودين لبعضهما ، ليؤمأ كل واحد منهم لزميله بالموافقة ، بادر المبهرج بالوقوف متفقدا الركاب و متأكدأ من ثبات عددهم و تعدادهم ، بينما إستدار صاحب الهاوري النصفي ليشق طريقه إلى مكان أكثر هدوءا داعما فكرة لؤلؤة البرد ..

جلست على كرسي تقوم بتحريك ساقها المرفوعة عن الأرض بقليل من البوصات فقط بسبب قصر قامتها و رجوعها بكامل جسدها لمسند الكرسي ،  بينما أقراص المحيط خاصتها تتراقص من الهيجان للهدوء للإستغاثة بينما تسرد لهم ذلك الموقف مع صاحب السجارة أو مع " من يحرق نفسه" كما تقول هي ، منتضرةً تعليق الثلاثة أمامها على ما قالته ..

Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن