الفصل 24 : " بداية ملحمة غامضةٍ "

20 3 10
                                    

.. لم يكن حماسا عاديا ، و لا حركات طبيعية ، فرط حركة قد أصاب لؤلؤة البرد أثناء دخولهم  للقطار!  فبالوقت الذي كان فيه الركاب يبحثون سعيا لرمي أنفسهم على مقاعدهم لإستنساق بعض الراحة ، كانت هي تستكشف كل شبر في ذلك المكان و أجرامها تتفحص كل ما تقعان عليه!  ما جعل تصرفاتها طفولية مقارنة بشخصيتها المعتادة!  ليضجر بسببها ذلك البارد الذي جلس في مقطورة مغايرةٍ وحده بعيدا عن الثلاثة الباقين ..

أكينا : " لماذا زميلك يجلس وحده!؟ ، بينما نحن هنا ؟ هذا ليس مبهرجا ! "

أجابها الأكبر بينما يرسم إبتسامة عريضة على شفتيه ..

تنغن : " صرتِ تفهمين الأمر  .. يمكنك مناداته للجلوس معنا ، مع أني لا أضن أنك ستضفرين بحديث مقنع معه ، و إذا حدثت معجزة و تمكنتِ من محاورته ، فسيكون ذلك عضيما ! و مبهرجا أيضا ! "

لم يكمل تنغن كلامه إلا و ختمته شقيقته الأصغر بإبتسامة قد خِيطت بألف خطة وضعها عقلها للإيقاع به في شبكة الحوارات التي ترغب بنسيجها .. لتنهض صوب المقطورة التي جلس بها غيو وحيدا ، بينما أجرامها لم تتوقف لحضة عن الإستقرار في كل ما أثار فضولها ..

.. خيوط من دخان أحاطت بوجهها .. أشلاء صغيرة من رماد محترق لمِع أمامها و إقتحم تنفساتها ، ما جعلها تتوقف خطوة عن السير بينما تجمدت مكانها لتذكرها ذلك اليوم المشؤوم ..  ، أفكار و ألف إحتمال دار في رأسها .. تلك الخيوط من الدخان قد تسللت عبر قصباتها الهوائية إلى صدرها ما جعلها تضع يدها على فمها مُطلقة بعض السعالِ الجاف نتيجة نتيجة للرائحة القوية المنبعثة من سجائر الجالس في ذلك الكرسي جنبها .. ما جعلها تستدير مُلقية أجرامها بنضرات حادة نحوه ، ثم أردفت لؤلؤة البرد بيننا تضع يدها على فمها و بيدها الٱخرى تقوم بطرد الدخان بعيدا عن مجرى تنفسها ..

أكينا : " عدرا ، سيدي .. "

رفع الجالس رأسه محاداتها  .. ، و بواسطة أنامله مرر تلك السجائر حتى وصلت إلى فمه مجددا ، ليقوم بالإستنشاق و إخراج زفير من دخان اكثر من كونه بقايا نفسه .. ما دفع بلؤلؤة البرد للإبتعاد خطوة عنه ، متأمله تلك الهالات السوداء تحت عينيه ، و وجهه الشاحب الذي تنبعث منه هالة أموات لا أحياء ، بينما تحيطه طاقة سلبية كانت سببا آخرا للحدر منه .. ، لتردف مجددا ..

أكينا : " أنت تحترق .. سيدي ! توقف عن إستنشاق هذه الأشياء رجاءا .. "

أخرج صاحب السجائر دخانا أكثر من فمِه و أنفه ، ما جعل النضر في وجهه أكثر صعوبة و تشويشا مما كان عليه ..

ماهيتو : "تدركين جيدا أن لا دخل لكِ في هذه الأمور يا صغيرة .. ؟ كما أنني لا أحترق ، هذه مجرد سجائر لطيفة !   ..  "

وضعت لؤلؤة البرد طرف إصبعها جانب شفتها ، بينما أمالت رأسها قليلا لتُطلق سؤالا إستغرب منه الجالس أمامها ..

Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن