" فتحت عيناي للمرة الألف تلك الليلة التي عشت لحضاتها مستيقضة أكثر مما كنت نائمة ، لأجد أشعة الشمس و أخيرا تمر بين أهدابي لتزعج بؤبؤ عيني الذي كان يسبح بزرقته داخل ذلك البياض الذي لم يُرفع عليه ستار جفناي بعد ، إنه الإزعاج اللطيف كالعادة ! ..
مسحت على وجهي بكلتا يداي ، أخدت نفسا عميقا تغلل به الهواء إلى صدري ، ثم أبعدت خُصل شعري التي لطالما عانقت وجهي في كل حركة أتخدها ، لأضطر لاحقا إلى جمعه بتلك الفراشة الزرقاء التي باتت جزءا لا يتجزأ من مضهري ! ..
قفزت من فِراشي بعد أن حدقت بالسقف للحضات ، ثم رحت أمد دراعاي في الهواء و قد فتحت النافدة ليحيط بي ذلك النسيم الذي يصبح أكثر برودة مع كل يوم ، حاملا معه رائحة الجو الخريفي خارجا ، و هذا ما يروقني ! ..
تفقدت السماء أولا ، أردت معرفة حالة الطقس الذي سنعيش بين أحضانه اليوم ، كعادة إكتسبتها من أبي !
فجأة صرت أشعر أني بت نسخة مصغرة عن نتائج تربية والداي ، و أنا جدا فخورة بهذا رغم كل شئ ..
بعد إنتهاء جلسة تأملي لذلك السحاب ، و سماع صوت تغريدات بعض العصافير الهادئة ، قررت أن أبدأ يومي .. غيرت ملابسي و إرتديت ما يناسبني للتدريب ، لقد صرت أستمتع و أنا أرى نفسي أحاول مجاراة ريوتا تحت تشجيع أخي ! ..لا أدري منذ متى صرت أناديه بأخي مباشرة ، لكنها كانت مرات قليلة، و في كل مرة كان يكرر علي نفس الجملة " قوليها مجددا! " ، لكني لا أستطيع ، لأني ربما قلتها من نسيج أفكاري التي تَنفك من بين شفتاي دون وعي مني ، لكني أعده أني سأتعلم مناداته بما يرضيه و يسعده ! ..
مر شهرين و قرابة النصف تحديدا عن بداية أول يوم إقتحمت به هذا الجانب من العالم ، مر الوقت بسرعة ربما ، لكنه كان بطيئا جدا بين طيات عقلي ، أرهقت نفسي بالتفكير في هيئة تنفس خاصة بي ، تنفس البرق يحتاج لقوة تحمل .. و أنا لا أستطيع مواكبته كما تفرض نتائج تدريباتي على الموقف ، أما تنفس الصوت فأنا لم أفهم ماهيته على أي حال ، و تنفس الربيع الخاص بريوتا ، فقد أخترعه بغير وعي منه ، لذلك لا يدري بالضبط كيف سينقله إلي ، و بهذا قرر أخي أن علي إختراع تنفس خاص بي ، و يناسبني ، لكني بالفعل لا أدري كيف ، من أين أبدا ؟ كيف سأكمل ؟ هل سأنجح ؟ كلها أسئلة تراودني ، لكنهما يطمئنانني بأن هناك ما يجب تعلمه قبل كل شئ ! و ها أنا لازلت أخلق الأعدار لنفسي للتوقف عن التساؤل رحمة بها و إستلطافا لذلك الجرح داخل قلبي و الذي لم يُشفى بعد ..
وضعت يدي على وجنتي و أنا أقابل تلك المرآة ، طرف إبهامي يتحسس ذلك الإحمرار الطفيف المرسوم أسفل عيناي ، بينما أقوم بتأمل ذلك البحر داخلهما ..
إنه حقا ..
بحر صغير مقارنة بالمحيط في عيون تلك المرأة ..
إستفقت بين أحضان فكرة ما ، سأنفدها بلا ريب ! لكن ليس اليوم ، ولا غدا ، سأنفدها في الوقت المناسب! ..
إستقرت تلك الفكرة في مكان ضيق بين زوايا عقلي ، ثم أخدت السيف خاصتي بينما تلك الفكرة لا تزال تُعالج في دماغي ، فتحت باب الغرفة لأسمع ذلك الصوت الذي ألَفته و صار مُريحا لي سماعه حولي يقول .. "سأغادر الٱن" ..
لأجد نفسي أنتفض و أترك السيف متكئا على حافة الباب ، و رحت أنزل ذلك الدرج بكل سرعة ، و بالخطأ نسيت إحدى الدرجات ما جعلني أتعثر و أسقط طول الدرج حتى الأسفل ، و عندها فقط ، رفعت رأسي لأجده واقفا أمامي ، لكن شعري المتمرد قد عانق وجهي كاملا مجددا ، فقمت بالإنحناء أماما برأسي ثم الرجوع للخلف ، ما جعل تلك الخصلات الثلجية ترجع لمكانها خلف ضهري بعد تجولها في الهواء للحضات ، فرفعت رأسي إتجاهه مباشرة ، و قلت بإبتسامة واسعة شعرت أنها قد إرتسمت على جميع حواف شفتاي " خدني معك ! "
أنت تقرأ
Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"
Fantasy"الفن هو تعبير الروح عن أعظم المشاعر." "في حديقة الذكريات، كل زهرة تحمل قصة، وكل شوكة تذكرها بجرح عميق" "كان للغيوم هيبة تحثها على التعبير عن مشاعر مكبوتة." لعَلها بضع جمل قد قرأتها أنت ، لكنها شكلت حياتا ٱخرى لصغيرتنا ..