الفصل :02
سؤال عابر
في داك المنزل البسيط ، المغمور بإزعاج و أصوات فتاة واحدة ، بقفزاتها من هنا لهناك تغمر المنزل سعادة كأنها تنثر ورودا لا تدبل...و لا تتوقف عن تعطير المكان بألوان زاهية تجعل حياة الوالدين نعيماأكينا بصوت خافت: لقد انهيت قراءة الكتاب..
أغلقت الكتاب و نضرت للنافدة حيث القمر ، ابتسامتها برؤيته يجعل القمر قمرين في حضورها
أكينا: لقد حرص أبي دائما على جعلي الافضل ، لم يبخل بتعليمي أي شئ يعرفه ، او يلقنني أي هواية يحبها ، أبي مثلك أيها القمر...أنت تضيئ لي الغابة لأكتشف الاشجار التي أحبها ، و أبي يضيئ لي نفسي لأكون نورا لأيامي القادمة
إنغلقت عيناها و هي تفكر في هذا التشبيه التي قالته للتو..ثم ادكرت كم انه حقيقي! إبتسمت ثم وضعت الكتاب جانبا لتفتح النافدة لتدخل خيوط القمر لغرفتها
وقفت و نضرت حولهاأكينا: سأكتب ما وصفته...لم يخطر ببالي وصف جميل مثل هذا!
قامت فأمسكت دفاترها ، او بالاحرى عالمها الاخر! كتبت ذلك الوصف مع بريق آخر من قلمها...رسخت مشاعرها النقية إتجاه والدها...بالطبع هي لم تنسى والدتها...أحن إنسانة في الدنيا! لكن التفكير و التدوين عنها يحتاج زمانا آخر...و بعدا آخر...
لم تكتفي أكينا يوما بالافكار البسيطة دائما ما تغرق في تلك الامور المعقدة...أخدت تكتب..و تكتب...حتى خطرت ببالها كتابة الصفات الخارجية المشتركة بينها و بين والدها...أرادت وضع معادلة جميلة لحلها...لا تعلم ان تلك المعادلة ستكون أصعب من إستيعابها...
أكينا : لدي والد يملك عينين بلون الشفق...خليط بين جمال سواد الليل و بريق الخطوط المخضرة عليها
لدي والدي شعر بني...أرى خصلاته تلمع أحيانا!!
و لكن
سكتت تلك الشاعرة الصغيرة لحضة! كأنها تلقت صفعة من شخص كان متجمدا أمامها طوال الوقت ، راحت تأخد صفات والديها....لكن مهلا...أين أنا من كل هذا ؟
وقفت الصغيرة أمام مرآتها ، لاحضت شعرها الأبيض الطويل منسدلا على ضهرها ، ثم وضعت يدها على خدها تتفقد لون عينيها
إنها بلا شك نفس الفتاة دائما ، لكن...لما عيناها بلون المحيط الهادئ بعيدا عن بريق شفق عيون والدها؟ او لون الازهار الزاهية في عيون والدتها؟ حدقت بنفسها لمدة...ثم ابتسمت!
أكينا: معادلة صعبة يا أبي! لكن ما يأتي من جمالكما هو بالطبع اكثر جمالا!كلمة إعتاد والدها قولها لها...مددت الفتاة يديها في الهواء ثم تغطت حدرا من نسيم تلك الليلة ، فرغم ذكائها...و تعقيدها للأمور...صار أبسط الامور الواضحة مخفية أمامها!!
الفضول ماهو إلا محييييط واسع من التساؤلات ، كلما زاد عمقها زاد تأثيرها في واقعنا
لم تكترث في البداية...لكن راحتها مع والديها جعلتها تسأل بينما هي تأكل بعض البطيخ في شرفة ذلك المنزل البسيطأكيننا: أبي؟ لما لم أرث لون عينيك؟
قالت ببراءة لوالدها و هي تمسح مياه البطيخ بمنشفة صغيرة قبل أن تبتسم و تقول
أكينا: نيه نيه أمي ، لون عيونك تشعرني اني في حقل من مشاعر طيبة ، ليتني ورثت لون عيونك أيضا
ابتسمت الأم لتخفي توترها...لكن هيهات ان تخفي ذرة مشاعر واحدة أمام هذه الفتاة
شيزوكو-سان و هي تضع يدها على خد صغيرتها: أيهما أجمل...المحيط ام الازهار أم الشفق يا صغيرتي؟
أكيننا: أحب الشفق! كل ماهو متعلق بأبي أحبه!
كيرو-سان: كل ما يأتي من الجمال جميل يا صغيرتي...لكن هناك ما أريد قوله لك ، لا تسأليني أي شئ لا داعي له ، أهذا وعد!
أكينا: حاضر يا أبي
كيرو-سان و هو يضع إبهامه على جبينها: اوزوي...تذكري هذا الاسم ، ٱحفريه في مخيلتك..في جدران قلبك...انقشيه كقلادة لا تفارقك...لأنك ستحتاجينه يوما...هذا الاسم..متعلق بمصيرك صغيرتي!!
ختم الاب كلماته ببسمة! اعادت أكينا قول كلمات والدها بصوت خافت كأنها تحفرها في دماغها ثم ابتسمت و قالت بصوت خافت و هادئ
أكينا: لولا وعدي لك لإنهمرت سائل من الاسئلة عليك..لقد نجوت!!
استيقضت الفتاة من ذكراها ، فتحت عيناها لتجد ذلك الإسم منقوشا أمامها...في قبر تحت اشجار من زهرها المفضل...
أكيينا: ليتني لم أستيقض...لو بقيت تائهة في ذاكرتي...لكان أرحم ربما...؟
دققت بعيناها على تلك الحروف الخمسة محاولة فهم كلمات والدها...لينتهي بها الامر و هي تقف ذاهبة لقبر صديقتها...تلك التي تأصلت روحها في روح أكينا بعد وفاتها ، جمعت شتات نفسها و تأملت إسم صديقتها مجددا..."إيوكا"
أكينا : ليتني وهبت مقدرة المناداة بهذا الإسم كل عمري...أشعر ان روحي جاثية على ركبتيها بينما انا واقفة...
إستحضرت بعض كلمات صديقتها ثم قالت بصوتها الرزن الخافت..مع بحتة إرتجاف...أكينا: أوي...إيو-تشان...بعضي لدي و بعضي لديك...و بعضي يريد بعضي..فهلا أتيت....؟
To be continued...
أنت تقرأ
Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"
Fantasy"الفن هو تعبير الروح عن أعظم المشاعر." "في حديقة الذكريات، كل زهرة تحمل قصة، وكل شوكة تذكرها بجرح عميق" "كان للغيوم هيبة تحثها على التعبير عن مشاعر مكبوتة." لعَلها بضع جمل قد قرأتها أنت ، لكنها شكلت حياتا ٱخرى لصغيرتنا ..