الفصل 28 : " أفعى كوبرا الشياطين -الجزء الأول- "

7 2 1
                                    

.. بدأت عملية تفقد الغابة من طرف الأربعة ، بينما الشمس قد توارت في أحضان قرصها المُحمر متوارية خلف الٱفق ، بعد أن سمحت للقمر بإعتلاء السماءِ تدريجيا كأميرٍ متوجهٍ لإستلام عرشهِ ، تحت شهادة النجوم التي بدأت تعلن لمعانها مُزينة ذلك الحدث العضيم  ، و الذي يحدث مرة واحدة في العمر بالنسبة لأمير ! بينما يحدث كل يوم بالنسبة لذلك القمر البهي .. !

كانت خطواتهُ مدروسة بدقة لماجاراة حركة لؤلؤة البرد و التي لم يغفل لحضة عنها ، تنفيدا لطلب مدربه أولا و قلبه ثانيا ، بينما كانت هي تتفقد بأجرامها كل شبر قد قطعاه ركضا ، بحثا عن ما يُمكن الجزم به كدليل لأحد هدفيهما "الأطفال و صاحب السجائر" أو " شيطان يُنسب تحت إمرته حادثة الخطف "
لا زال ذلك القمر في خضام توسطه السماء ، لكن نوره كان ساطعا كفاية لإضاءة المكان ، و لإضاءة الأجرام المتلألأة لكل منهما ، و لإنعجاب صاحب الأجرام الزمردية بموقف القمر الجميل ليلتها ، أردف و قبضات يديه تشتد على مقابض سيفيه ..

ريوتا : " القمر جميل هذه الليلة ، صحيح أكينا ؟ "

أكينا و هي ترفع برأسها صوب السماء : " لم أنتبه له بعد ، كانت جُل نضراتي متهجة نحو طريقنا ، أولم يعطينا العامودين مساحة شاسعة لتفحصها ؟ "

ريوتا : " مقارنة بمساحتهما ، فتضاريس هذا المكان أسهل ، كما أننا توسطنا الغابة أي أن كل منطقة من مناطقهما ستكون أقرب لنا  .. "

أكينا : " و منه سنكون أكثر أمانا .. "

ريوتا مُبتسما بجد : " بالضبط ، لم يغفلا عن هذا الأمر ، لدا علينا أن نكون أكثر إمتنانا لهما! "

أومأت لؤلؤة البردِ برأسها و أنضارها لا تزال مرتكزة على زوايا المكان ، في محاولة منها لعدم تضييع أي تفاصيل قد تُؤثر بدعم كلامها الذي صرحت به صباحا ..

و بعد عدة دقائق من الركض ، قد تحولت لربعِ ساعة ، ثمَ إلى الثلث ، تباطئت خطواتها _أكينا_ حتى وصلت للثبات التام و منه التوقف عن الركض ، و عيناها مُثبتة على نقطة واحدة من المكان كان جانب كتفها الأيسر الذي رمت من فوقه نضراتها .. أما عن تأهبها و توترها المفاجئ فقد دفع بزميلها للتوقف هو أيضا ، ثم راح يقترب منها بخطوات متباطئة جا بينما يسأل مُتعجبا ..

ريوتا : " أعلم أنكِ لا تستطيعين الركض طويلا ، لكني أعلم أيضا أن لكِ قدرة على الركض أكثر من هذه المسافة التي قطعناها ، فلماذا توقفتِ ؟ "

كانت ملامح لؤلؤة البرد تزداد ضلمة و تأهبا مع كل لحضة تمر ، بينما عيناها تخترقان تلك النقطة التي أبت أن تُبعد تركيزها منها  ..

حدق ريوتا مُحللا تصرفاتها للحضات ، ثم رمى ناضريه في نفس المكان التي تنضر له ، لكنه لم يجد سببا مقنعا لنضراتها المضلمة تلك ، فأرجع بعينيه عليها ، لكنه وجدها ترفع سيفها في ذلك الإتجاه ، كأنها تؤكد على وجوب تفقد ذلك المكان  ..

Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن