.. بدأت عملية تفقد الغابة من طرف الأربعة ، بينما الشمس قد توارت في أحضان قرصها المُحمر متوارية خلف الٱفق ، بعد أن سمحت للقمر بإعتلاء السماءِ تدريجيا كأميرٍ متوجهٍ لإستلام عرشهِ ، تحت شهادة النجوم التي بدأت تعلن لمعانها مُزينة ذلك الحدث العضيم ، و الذي يحدث مرة واحدة في العمر بالنسبة لأمير ! بينما يحدث كل يوم بالنسبة لذلك القمر البهي .. !
كانت خطواتهُ مدروسة بدقة لماجاراة حركة لؤلؤة البرد و التي لم يغفل لحضة عنها ، تنفيدا لطلب مدربه أولا و قلبه ثانيا ، بينما كانت هي تتفقد بأجرامها كل شبر قد قطعاه ركضا ، بحثا عن ما يُمكن الجزم به كدليل لأحد هدفيهما "الأطفال و صاحب السجائر" أو " شيطان يُنسب تحت إمرته حادثة الخطف "
لا زال ذلك القمر في خضام توسطه السماء ، لكن نوره كان ساطعا كفاية لإضاءة المكان ، و لإضاءة الأجرام المتلألأة لكل منهما ، و لإنعجاب صاحب الأجرام الزمردية بموقف القمر الجميل ليلتها ، أردف و قبضات يديه تشتد على مقابض سيفيه ..ريوتا : " القمر جميل هذه الليلة ، صحيح أكينا ؟ "
أكينا و هي ترفع برأسها صوب السماء : " لم أنتبه له بعد ، كانت جُل نضراتي متهجة نحو طريقنا ، أولم يعطينا العامودين مساحة شاسعة لتفحصها ؟ "
ريوتا : " مقارنة بمساحتهما ، فتضاريس هذا المكان أسهل ، كما أننا توسطنا الغابة أي أن كل منطقة من مناطقهما ستكون أقرب لنا .. "
أكينا : " و منه سنكون أكثر أمانا .. "
ريوتا مُبتسما بجد : " بالضبط ، لم يغفلا عن هذا الأمر ، لدا علينا أن نكون أكثر إمتنانا لهما! "
أومأت لؤلؤة البردِ برأسها و أنضارها لا تزال مرتكزة على زوايا المكان ، في محاولة منها لعدم تضييع أي تفاصيل قد تُؤثر بدعم كلامها الذي صرحت به صباحا ..
و بعد عدة دقائق من الركض ، قد تحولت لربعِ ساعة ، ثمَ إلى الثلث ، تباطئت خطواتها _أكينا_ حتى وصلت للثبات التام و منه التوقف عن الركض ، و عيناها مُثبتة على نقطة واحدة من المكان كان جانب كتفها الأيسر الذي رمت من فوقه نضراتها .. أما عن تأهبها و توترها المفاجئ فقد دفع بزميلها للتوقف هو أيضا ، ثم راح يقترب منها بخطوات متباطئة جا بينما يسأل مُتعجبا ..
ريوتا : " أعلم أنكِ لا تستطيعين الركض طويلا ، لكني أعلم أيضا أن لكِ قدرة على الركض أكثر من هذه المسافة التي قطعناها ، فلماذا توقفتِ ؟ "
كانت ملامح لؤلؤة البرد تزداد ضلمة و تأهبا مع كل لحضة تمر ، بينما عيناها تخترقان تلك النقطة التي أبت أن تُبعد تركيزها منها ..
حدق ريوتا مُحللا تصرفاتها للحضات ، ثم رمى ناضريه في نفس المكان التي تنضر له ، لكنه لم يجد سببا مقنعا لنضراتها المضلمة تلك ، فأرجع بعينيه عليها ، لكنه وجدها ترفع سيفها في ذلك الإتجاه ، كأنها تؤكد على وجوب تفقد ذلك المكان ..
أنت تقرأ
Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"
Fantasy"الفن هو تعبير الروح عن أعظم المشاعر." "في حديقة الذكريات، كل زهرة تحمل قصة، وكل شوكة تذكرها بجرح عميق" "كان للغيوم هيبة تحثها على التعبير عن مشاعر مكبوتة." لعَلها بضع جمل قد قرأتها أنت ، لكنها شكلت حياتا ٱخرى لصغيرتنا ..