الفصل 21 : " حوارات ، و مشاعر جديدة"

22 4 2
                                    

تحت ضوء القمر الفِضي ، تتألق تلك العيون الخضراء و تلمع كحبات من الزمرد ، و كجزيرتين من الجمال و البريق داخل مقلتي عينيه اللتان تتجولان بين أغضان الأشجار باحثا عن أحد سيوفِه التي رماها خضم تدريباته الفردية ، قفز لأحد الفروع السميكةِ لتوسيع مجالِ بحثه ، و ما إن لمح لمعان نصلِه حتى إرتسمت الإبتسامة جانبي شفتيه ، بينما يُضاء وجهه إثر خيوط القمر ببطئ ، كاشفةً  عن ملامحه المتأملة و الحدرة ، قفز من ذلك الفرع الذي كان موطأ قدمه للٱرض ، ثم جثى على ركبتيه ليبعد أوراق الشجيرات الصغيرة عن سيفه ، و النسمات  المارة بين الأشجارِ المتشابكة تستقر في ٱدنيه ، ما يُولد داخله شعورا بالحدر من موقفه الحالي ...

حمل فيصله و مده أمام عينيه في الهواء ، ليتفقد نصله الخالي من أيةِ خدوش ، ثم راح يخفي لمعان نصله في غِمده المعلق على حزام خصره ...

إستنشق نسمات تلكَ الليلة ، بينما مد دراعاه في الهواء عساه يزيل ذلك التعب الذي تراكم عليهِ من كثر تدريباته و مهماته ، و بعد تمديده لعضلاتِ جسمه للحضات بوضعيته تلك ، فتح عيناه ليستقبل بَصره القمر أمامه ، ليبتسم لاعنًا تحت أنفاسه ..

ريوتا : " هه سحقًا ! هذا القمر يذكرني بكل شئ جميل في حَياتي ، و معهم تلك المجنونة أيضا .. "

بقي ساكنا في مكانه للحضات ، ثم إستدار ليُعلن موعد رحيله ، لكن أصواتا تتقافز بين جدوع الأشجار قد جدبت إنتباهه ، ما جعله يضع يده على مقبض إحدَى مقابض سيفيه  ، بينما يحاول تتبع مصدر الصوت بعينيه ، لكن خوفه و حدره لم يستمر ، فقد زالا إثر لمحه لتلك الخصلات البيضاء المتطايرة المتفاوتة الطول ، فالخصلات الطويلة المزينة بفراشة زرقاء قد شدت إنتباهه من أول ما لمحها ،  تعود للأصغر ، بينما الخصلات البيضاء القصيرة المرفوعة بعقدة خلف عصابة مزينة ببعض الأحجاز الماسية تعود للأكبر ! و بعد توقُف تطاير تلك الخصل ككرات ثلجية ساحرة بلمعانها إثر إستقرار صاحبهما في الأرض أردف المبهرج ..

تنغن : " أمسكنا بك ! ، هل كنتَ ترغب بالفرار من تدريباتك هذه الليلة ! "

ريوتا :" بالتأكيد لا ، كنت أتدرب لوحدي بإنتضار قدومك ، و أين كنت .. "

كان يتكلم و عيون الزُمرد خاصتِه مركزة مع الأصغر بينما تحاول فرز خصلات شعرها التي إنهالت على وجهها ، و تتأكد من إستقرار ذلك المشبكِ الذي قد إحتل عرشا من عروش قلبها بالفعل ، لتنتهي بنفض بعض الغبار علي كتفيها الذي خُيل لها أنه علق بها أثناء قفزهما ، ثم ألقت أجرامها على عينيه بينما أردفت بصوت متسائل  ..

أكينا : " ريوتا !؟ لازلت حيا ! هذا إنجاز ! "

توقف الأخير عن النضر إليها بتلك الطريقة الغريبة  ، بينما إرتسمت ملامح الإستفزاز على وجهه في لحضة واحدة ، لينطق و هو يضم يديه إلى صدرهِ ..

Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن