تحت ضوء القمر الفِضي ، تتألق تلك العيون الخضراء و تلمع كحبات من الزمرد ، و كجزيرتين من الجمال و البريق داخل مقلتي عينيه اللتان تتجولان بين أغضان الأشجار باحثا عن أحد سيوفِه التي رماها خضم تدريباته الفردية ، قفز لأحد الفروع السميكةِ لتوسيع مجالِ بحثه ، و ما إن لمح لمعان نصلِه حتى إرتسمت الإبتسامة جانبي شفتيه ، بينما يُضاء وجهه إثر خيوط القمر ببطئ ، كاشفةً عن ملامحه المتأملة و الحدرة ، قفز من ذلك الفرع الذي كان موطأ قدمه للٱرض ، ثم جثى على ركبتيه ليبعد أوراق الشجيرات الصغيرة عن سيفه ، و النسمات المارة بين الأشجارِ المتشابكة تستقر في ٱدنيه ، ما يُولد داخله شعورا بالحدر من موقفه الحالي ...
حمل فيصله و مده أمام عينيه في الهواء ، ليتفقد نصله الخالي من أيةِ خدوش ، ثم راح يخفي لمعان نصله في غِمده المعلق على حزام خصره ...
إستنشق نسمات تلكَ الليلة ، بينما مد دراعاه في الهواء عساه يزيل ذلك التعب الذي تراكم عليهِ من كثر تدريباته و مهماته ، و بعد تمديده لعضلاتِ جسمه للحضات بوضعيته تلك ، فتح عيناه ليستقبل بَصره القمر أمامه ، ليبتسم لاعنًا تحت أنفاسه ..
ريوتا : " هه سحقًا ! هذا القمر يذكرني بكل شئ جميل في حَياتي ، و معهم تلك المجنونة أيضا .. "
بقي ساكنا في مكانه للحضات ، ثم إستدار ليُعلن موعد رحيله ، لكن أصواتا تتقافز بين جدوع الأشجار قد جدبت إنتباهه ، ما جعله يضع يده على مقبض إحدَى مقابض سيفيه ، بينما يحاول تتبع مصدر الصوت بعينيه ، لكن خوفه و حدره لم يستمر ، فقد زالا إثر لمحه لتلك الخصلات البيضاء المتطايرة المتفاوتة الطول ، فالخصلات الطويلة المزينة بفراشة زرقاء قد شدت إنتباهه من أول ما لمحها ، تعود للأصغر ، بينما الخصلات البيضاء القصيرة المرفوعة بعقدة خلف عصابة مزينة ببعض الأحجاز الماسية تعود للأكبر ! و بعد توقُف تطاير تلك الخصل ككرات ثلجية ساحرة بلمعانها إثر إستقرار صاحبهما في الأرض أردف المبهرج ..
تنغن : " أمسكنا بك ! ، هل كنتَ ترغب بالفرار من تدريباتك هذه الليلة ! "
ريوتا :" بالتأكيد لا ، كنت أتدرب لوحدي بإنتضار قدومك ، و أين كنت .. "
كان يتكلم و عيون الزُمرد خاصتِه مركزة مع الأصغر بينما تحاول فرز خصلات شعرها التي إنهالت على وجهها ، و تتأكد من إستقرار ذلك المشبكِ الذي قد إحتل عرشا من عروش قلبها بالفعل ، لتنتهي بنفض بعض الغبار علي كتفيها الذي خُيل لها أنه علق بها أثناء قفزهما ، ثم ألقت أجرامها على عينيه بينما أردفت بصوت متسائل ..
أكينا : " ريوتا !؟ لازلت حيا ! هذا إنجاز ! "
توقف الأخير عن النضر إليها بتلك الطريقة الغريبة ، بينما إرتسمت ملامح الإستفزاز على وجهه في لحضة واحدة ، لينطق و هو يضم يديه إلى صدرهِ ..
أنت تقرأ
Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"
Fantasía"الفن هو تعبير الروح عن أعظم المشاعر." "في حديقة الذكريات، كل زهرة تحمل قصة، وكل شوكة تذكرها بجرح عميق" "كان للغيوم هيبة تحثها على التعبير عن مشاعر مكبوتة." لعَلها بضع جمل قد قرأتها أنت ، لكنها شكلت حياتا ٱخرى لصغيرتنا ..