Vote and comment please
ڤوت وكومنتز؟-
بعد مُرور ثمانية سنوات...
.
مضتَ سنواتٌ طويِلة، اصبحتُ بالثامِنة والعشرين مِن عُمري، أجلِس وحدي اُراقِب السماء بفراغ تام ومشاعِر مفقودة، بقلب مُتبلِد وببرود يدور في ارجاء روحَي، وعُمري يتبعثر دون أن اعلم مَن انا وما حصل بالضبط...
رأسي لا يتوقف عن الضجيج، وقلبي لا ينبُض إلا نبضًا ممزوجا بالقلق، ولا أجد علامة واحِده تُرشدني وتُطمئنني، يُكبّلني الماضِي وفي الوقت الذي أُقرر دفنه تمامًا، يصطدِم بحاضِري!
في ذلِك اليومُ البعيد...ارخيتُ يدي مِن كُل شيء، حزِمتُ حقائبي ودموعي وشّديتُ رِحالي مِن تِلك البلاد للأبد! استقليتُ الطائرة لا احمِل سِوا ذاكِرتي وخيبتي معي، ابحثُ عن وطن غير مسكون يأويني، وأرضٌ لا تُعاديني!
ما عُدت اعلم اين تهدأ رِحلتي وبأي أرضٍ تستريح رُكابي، لذلِك عُدت الى امريكا محملٌ بالكسرِ امضي حياتي وحدي كما اعتِدتُ دائماً
كُل ما في تِلك البلدة يملئ قلبي بالكمد، كُنت انا الغريب في تِلك البلاد التي لم تستقبلني مُنذ وصولي وجعلتني اشعُر بغُربة روحٍ وجسدَ، ولم اكُن سِوا عِبئاً لها ولذلِك جازتني بما حصل..
اعيشُ بعيدًا اتمّ البُعد عن الجميع لمُدة ثمانية سنوات، لا احد يعلم اين اكمُن وماذا افعل طِوال تِلك المُدة، تصِلني آلاف الرسائل يومياً مِن هيونجين وفيلكس لكِني لم اُجيب مُطلقاً، فكيف لي وانا اخشى المَجيب؟ كيف لي والندم ينهشُني؟
اعتزلتُ عائلتي وجميع ما يحصُل معهُم مُنذ ذلِك اليوم، اصبحتُ اتجنب اخبارهُم واتجاهل إتصالاتهُم، لا اُريد رؤية أخبارهُم على التِلفاز لكي لا يتغلب عليّ الحنين واعود مُشتاق
وهاهَي دمعه هبطت مِن عيني اوقظتنِي مِن شرودي، جعلتني استقيمُ مِن مكتبي الصغير وسَط شرِكة صغيرة اعمل لدّيها لكسَب المال، فأنا لسَتُ ذات الصبي الذي كان يُغرقه والِده بالمال..
ذاك الصبيُ الصغير اصبح بالثامِنة والعشرون عاماً
صحوتُ في يوم لأجد رعونة شبابي تلاشَت واختفت سريعاً ولم اُدرك إني لم اعِشها اصلاً، بل قضيتُ الثمانية سنوات السابِقة وانا ابحثُ عن أرضٍ وعن هوية