24_وقعوا في الفخ

63 14 3
                                    

"قــدر الإخـــوة"

كتابة وتأليف :شيماء عبد الله

الفصل الثالث والعشرين
*وقعوا في الفخ*

أخذت زهرة تلك المزهرية، وتوجهت نحو غرفتها لتضعها فيها، لتجد زوجها داخل الغرفة فأخبرته بما قالته حياة لها، وحينما علم بوجود حياة في المنزل خرج للحديقة يتظاهر بأنه يعمل بعد أن كان نائما، لا يعلم أن حياك تراقب مل خطواتهم، فدخلت للمكتب تجهز تسجيلا جديدا يخص تعليم اللغات الذي ستنشره في منصة اليوتيوب، وحينما أنهت أكبر جزء منه، عادت لتصمم مطعم الطفولة الذي بدأته قبل أيام ولم تنهيه بعد.

قضت ساعات طويلة في ذلك المكتب، وقد تناولت عشاءها كذلك في ذلك المكتب، وحينما تعبت صعدا لغرفتها كي تنال قسطا من الراحة وتجهز نفسها للقادم. أما ياسين فقد اشترى منزلا له أخيرا بعد أن استمر في تأجيل هذه الخطوة منذ سنوات، فجلس يفكر بمفرده في المصائب التي وقعت على رأسه واحدة تلو الأخرى، وقلبه الذي جرح من مختلف الجهات؛ في البداية رفضته سارة ثم اكتشف حقيقة والده، والأهم حياة التي لا يعلم كيف يواجهها أو يعتذر منها عما فعله والده بها.

مضت تلك الليلة كذلك، وما إن بدأت خيوط الشمس الأولى تتسلل لتنير البلاد حتى استيقظت زهرة وبدأت تنظف المنزل بأكمله، وقد نضفت غرفة حياة هي الأخرى، وأخذت ملابسها المتسخة لغسلهم، وحينما أنهت عملها كله ضبت أغراضها وأخذت المزهرية معها وغادرت رفقة زوجها وابنها، لترتسم البسمة على شفاه حياة التي تراقبهم من الكاميرات، فقالت :
_كش ملك، وقعتم في الفخ وأعمى الطمع بصيرتكم، السيد إبراهيم سرق النقود من المكتب، والسيدة زهرة اغترت بقيمة المزهرية، ولا تعلم ما تخفيه تلك المزهرية.

دخل هشام لمكتبها، فوجد الابتسامة ترتسم على شفاهها، ليبتسم سعيدا بسعادتها، وقد أعادت إبتسامتها الروح داخله ليقول :
_أخيرا رأيت ضحكتك مجددا.

أغلقت حياة الخط، وظلت الابتسامة مرتسمة على شفاهها لتهتف :
_إذا لم أضحك أثناء انتصاري فمتى سأضحك في نظرك.

جلس أمامها قائلا:
_أي كارثة قمت بها مجددا؟

_حينما تجد شخصا يغلبه الطمع أمامك، وترغب في معاقبته ماذا تفعل؟

_نوقعه في الفخ كما نفعل مع الفأر حينما نضع له قطعة جبن وندعه يقع وسط المصيدة بمفرده دون أن نتعب.

_هذا سبب إعجابي بك، تفهم جيدا كيف أفكر.

ابتسم لها هشام، ولمعت عينيه من كلماتها التي رغم بساطتها وعفويتها إلا أنها حركت شيئا داخل ذلك العضو الذي ينبض في الجزء الأيسر من صدره، وقال :
_إذا لم أفهمك أنا من سيفعلها.

_تبدو سعيدا أنت الآخر، ما الجديد؟

_لنقل أن والدي سيرتاح أخيرا في قبره، وأنا أيضا سأكمل حياتي الان دون التفكير في طريقة للتخلص من ذلك المجرم.

قدر الإخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن