كوخ طيني متداع..... وسقف تسربت منه حبال ذلك البدر المكتمل.... نافذة مهشمة... وغراب يسترق النظر....
تلمع في حدقتيه الحقيقة.... لكنه يأبى البوح بها...... ويفرد جناحيه محلقا مخترقا لب السماء المعتمة في تلك الليلة القمرية....
يستدير عنق ذلك التمثال نحو ركن معتم من الغرفة....في مشهد أشبه مايكون لعرض سنمائي متقن على خشبة المسرح.....
لكن الفرق أن هذه المرة أسدلة الستارة على خشب مسرح الحياة.....ولا أفضع من الحياة عندما تبتسم بقبح مضهرة أسنانها النخرة.....
تخترقني نظراته فتجردني من أقنعتي ملقية نظرة على روحي.....نظرة بثت الرعب في أركان إيماني..... فينتصب شعر بدني رعبا....
لتتجه نظرات ذلك المسخ نحوي.... فيضم حاجبيه بغضب ويتقدم مني بخطوات متباطئة.... يتوقف عند منضدة متآكلة ويستل خنجرة يدوي الصنع..... يواصل السير...... فتكون خطواته بمثابة دقات على طبول الزمن....
تصنمت مكاني...... جسدي لايستجيب..... تعالى صوت لهثاتي..... أغمضت عيناي........
رفع الخنجر ليتوسط لب البدر المكتمل الذي أبت تلك النافذة إخفائه..... ويهوي به على عنقي...... فتتناثر دمائي وأشهق.....
.
.
.
.
.
.
.
توقفت العربة فإرتطمت بالمقعد الأمامي فلعنت تحت أنفاسي......إستقمت في جلستي و شهقت بفزع لأفتح عيني على مصرعيهما..... وأرمي بتلك الرؤية عرض الحائط....دلكت جبيني بأناملي وأنا أحاول إدخال الهواء لرئتي بصعوبة..... أيا ماكان سبب تلك الأحلام أو الرئ التي تراودني يجب أن أعرفه....
هنا تصنمت مكاني وتذكرت أسطرا كنت قد إطلعت عليها بين رفوف تلك المكتبة المقدسة....
........
«الرؤى أنواع..... منها رؤية المستقبل وتندرج ضمن الرؤى التحذيرية.....أو مايقال عنها في العامية بالحاسة السادسة....
ورؤية الماضي...... وهي حالة من الصراع بين وعيك وعقلك الباطن.... ففي معضم الأحيان يتعرض الإنسان لموقف يترك ندبة أو صدمة نفسية شبه دائمة فلا يتمكن المرئ من إستيعابها وتشكل ضغطا كبيرا على المخ ...... فكرد فعل يقوم عقل المرء بمحوها وهذا مانسميه بفقدان الذامرة المؤقت.... حيث أن الإنسان يتذكر كل مراحل حياته بأدق تفاصيلها.... إلا تلك الجزئية فتكون بمثابة لعبة أحاجي مع قطعة ناقصة لتكتمل الصورة...
وهنا يقوم العقل الباطن بمحاولاته لايصال الحقيقة للمرء..... وهذا عن طريق عدة طرق منها الرؤى أو الأحلام..... التي تحوي نوعا من الواقعية..... ذلك النوع من الأحلام الأشبه بالواقع لدرجة تدب الرعب في البدن....
أما الحل العلمي لعلاج المشكلة فهة بالتنويم المغناطيسي.... وقتها فقط ستزول سحابة الشكوك ويتربع الواقع المر على عرش الحقيقة..... فيبتسم بشماثة مضهرا وجهه القبيح.... وأسنانه المتآكلة.... »

أنت تقرأ
~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~
خيال (فانتازيا)تسأل نفسها ماذنب ذاك الذي ولد منبوذا لما كتب عليها الفناء ليعيش الغير....لما عليها الإطفاء ليشتعل الغير ... لما عليها الإحتراق ليبصر الغير.... فمابال الدنيا تطعنها كلما حاولت النهوض .... فمابال تلك الروح تتآكل ... فمابال الحياة وهي تسلب أغلى ماتم...