p17

68 4 20
                                    

   غرفة مضلمة.... إلا من نور تلك المحجرين الصفراوين اللذان يتربعان على أشلاء تلك الفتاة الشابة...

    إبتسامة صفراء تخترق محيا ذلك الكيان الشيطاني قبل أن تتحول لعبوس... أوقدت الشموع من العدم....

    ليبرز وشم لمثلث تخترقه نجمة خماسية... تقدم خطوتين للأمام وفرد أجنحته المتآكلة قرب من لاقت الأمرين قبل موتها....

   مد يديه وضمها قرب صدره وبكى بصوت خشن.... إمتلأ وجهها الحنطي بدموع ذلك الشيطان النجس....

   حاوطها بذراعيه وفرد جناحيه الذائبين الأشبه بأجنحة الخفافيش.... فتح فمه لينطق بعبارات اللوم والتوبيخ ناظرا لي بحقد وقمت يكسران الحجر.... كانت نظرات أميزها جيدا.... نظرات  عاشق أجبر على التخلي عن معشوقته....
"أنت من أجبرني... كنا سعداء معا__"
.
.
.
.
.

    هنا إنقطع حبل صبري وصرخت فيه بقوة" كنتما سعداء.... لقد كانت تتعذب أيها المجنون... أنت شيطان ومكانك الإحتراق في الجحيم وأنا من سيرسلك له... أبعد يديك النجستين عنها"

   ما إن أنهيت كلامي حتى فتحت كتاب الإنجيل في الصفحة الأربعين وشرعت بالتمتمة.... لترتفع صوت آياتي تدريجيا طاغيا على صوت بكائه المزعوم.....

   سرعانما ألقى بالجثة علي أغطية السرير الصدئ ليهجم علي وهو يصرخ بحدة.... غرس مخالبه في معصمي فأوقعت الكتاب المقدس.... إلا أنني واصلت التلاوة دون توقف....

  لكمني بقوة حتى شعرت بأنه كسر إحدى أضلاع قفصي الصدري... توقفت للحظة فسعلت دما إلا أنني تحاملت على نفسي وواصلت التلاوة ولو همسا...

  إستمر في توجيه سيل اللكمات لكافة أعضاء جسدي..... صارت رؤيتي ضبابية وغبت عن الوعي.....
.
.
.
.
.
.
.
.
  أفقت على صوت أحد أصدقائي وهو يهزني..... لألمح أني لازلت بنفس تلك الغرفة..... وما إن نقلت بصري حتى لمحته.... كان ذلك المخلوق يتصارع مع أحد رهاب الكنيسة.....

   حاولت الوقوف فسقطت..... فإذا بي أستند على كتف زميلي ذاك..... والذي ماكان سوا سائق السيارة لأسئله بفضول"كيف أتيتم...؟؟؟ "خرج صوتي متحشرجا مبحوحا إلا أنه أجابني بإبتسامة مطمئنة

    " لقد إتصلت بهم لم يطاوعني قلبي ترك قداستك هنا وحده.... ليس بعد أن إنتشلتني من طريق الإدمان لتزرع في قلبي الإيمان.... ".... أعطيته إبتسامة صادقة وحولت بصري لرفاقي الثلاث.... واللذين كانو يحيطون بذلك الكيان من ثلاث جهات ويرتلون بصوت عالي....

    كان يصرخ ويصرخ.... كان صوته خشنا يائسا وكأنه يصدر من أعماق الجحيم.... صرخ بقوة لتهتز القاعة ويكسر الزجاج..... إنطفأة الشموع فهرعت لإشعالها.....

   وما إن أشعلتها حتى سقطت مكاني من هول المشهد..... جثث رفاقي الثلاث وهم مبتورو الرؤوس.... وكأنهم أكواز ذرة في موسم الحصاد.... وصدر مشقوق وثلاث قطع كبد مقضومة ملقات بإهمال....

~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن