معلومة: دانيال ، هو أحد الأنبياء الأربعة الكبار في التراث اليهودي المسيحي، والشخصية المركزية في سفر دانيال. ينتسب دانيال إلى سبط يهوذا.________________________________________________________________________________________________
_______________________
________________
سحابة من الضباب تخترق مجال رؤيتك ... فلا تبصر من قريب ولا من بعيد... سكون تام سرعانما يتبدد ليحل محله همسات... صوت همسات لأناس عدة تستدير يمينا ويسارا ولكن ما من احد... لاشئ سوى ذلك الضباب الذي يمتد للأزل ها أنت ذا تتربع وحدك وسط سحابة من الضباب...تنكمش على نفسك... تغمض عينيك... تصفي ذهنك لتستيقض... تواصل إيهام نفسك ان هذا مجرد حلم أرعن ولن يطول...
وهاهي ذي تلك الاصوات تقترب... تلك الهمسات تصبح أوضح وكأنهم بقربك... تغطي أذنيك ولكن بلافائدة... تصرخ ولكن بلافائدة... تلتهب حبالك الصوتية ولكن صوتك لايتعدى أقداما...
وكأنك أبكم فلا تنطق... وكأنك ضرير فلا ترى...
هذا عالمهم وأنت الآن لعبة في يدهم... هذا عالمهم وأنت لست سوى دمية عرض تتحرك وفق إرادتهم...
تصير تلك الأصوات أوضح فأوضح... تلتقط كلمات متفرقة يخيل لك أنها باللغة الأرامية....
اللغة التي كتب بها سفر دانيال.... اللغة التي كان يتكلم بها السيد المسيح...ترتعش أوصالك فالإنس الذين يتقنونها قلائل بل يعدون على الأصابع... وها أنت ذا بين قوم لايتكلم سوى بها...
تضم قدميك إلى صدرك بقوة محاولا صنع الدفئ... محاولا تناسي الواقع... فإذا بالدم يتجمد في عروقك إثر تلك اللمسة...
وكأن من يهزك ويهمس في أذنك بترنيمة مبهمة " تناستيقضتي... تثسيكونسص غعالجحيمشس هاملجأكسي هعفلاعي سشتهلعشي ثرأنتلي قفمنايخ ذسولناسع... "
تفتح عينيك كمحاولة أخيرة لإستيعاب مايحدث... فتتمنى لو أنك صرت ضرير...
يد ضخمة وأصابع رفيعة مكسوة بشعر أسود... عينان واسعتان كأعين الدمى... إبتسامة صفراء ووجه أشبه مايكون للشمع الذائب....
يتقدم منك أكثر فأكثر... صوت لهثاته يصبح أقرب... وهيئته تصبح أبشع... وجه أشبه بالشمع الذائب يتسرب منه القيح... رائحة العفن تفوح منه....
تزحف متراجعا للوراء... فتصتدم بعلبة كبريت... تقرر اشعالها كرد فعل... تسقط الأولى... فتتناول أخرى فتتلف بسبب ضغطك المستميت عليها... تأخذ نفسا لتلتقط عودا ثالثا وتشعه...
يشتعل لثوان مرت كالدهر... عينان واسعتان يطغى عليهما السواد... اسنان صفراء وإبتسامة شامثة... رأس آدمي... ووجه وكأنه الشمع الذائب... يتسرب منه القيح... رائحة أشبه برائحة الجثث المتفحمة... دم متجلط على كل ركن من قسمات وجهه... سلسال صليب يتدلى من عنقه... ملابس ممزقة و كأنها تعود لكهنة المعبد...
تتسع ضحكته... ويتقدم منك أكثر فأكثر... تغمض عينيك مع إنطفاء عود الكبريت...
فإذا بهذا يختفي....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.شاحنة معدنية غزى الصدئ كل ركن من أركانها... أرضية متداعية... وضوء خافت يتسرب من عدة مصابح وضعت على أطرافها... أنفاس متقطعة
وجبين متعرق... حركت يدي بصعوبة... لتركض صاحبة الشعر الأشقر نحوي "إستيقضت يا أجوان غياس قال أنك إختفيت..."
تنظر لها نظرة دون معنى... تعالج كم المعلومات المتناثرة... هاهي الآن ذا في الشاحنة مع الفيلق... وهاهي ذي نيلان أمامها...
إذا من كان ذاك... ولما لم يأذها...
"لم يحدث شئ فقط أضعت الطريق... "، أومئت الأخرى برأسها متضاهرة بتصديقها... لتنهض صاحبة الشعر الفحمي ببطئ وتتإك على الجدار المقابل لها وهي لاتزال تحاول تنظيم نفسها...
ماحدث لم يكن حلما... لقد كان واقعيا بما فيه الفاية لتشعر بملمس يده عليها...
أمسكت بكتفها برعشة... فإذا بها تتفاجئ من جرح كان سببه مخالب لحيوان ما... تذكرت تلك اليد وإبتلعت ريقها في ذعر...
صوت إحتكاك العجلات معلن عن توقف تلك الشاحنة...
إنفتح المزلاج وتلاه تلك الأبواب الفلاذية... نزل أعضاء الفيلق واحدا تلوى الآخر... تتقدم بخطوات مبعثرة لتنزل فيستقبلها منظر لم يخيل لها قد أنها ستعيش لتراه...
جيوش من السحرة يقفون شامخين أسفل الجبل... يرتدون الصليب بفخر... وليسوا سوى سحرة الإمبراطورية...
إلا أن هذا لم يحرك مقدار شعرة في عزيمة كل غيسي... على عكس أجوان التي تصلبت في محلها ماإن رأت من يقبع خلفهم...
كتل ضبابية ذات هيئة إنسية... ترتسم معالمهم رويدا رويدا... فتترفع كلمة البشاعة عن وصف مظهرهم...
ليسوا إنسا... بل جيوش... وفود من مخلوقات غيبية...
" نفر من الجن..." ، نطقت صاحبة الشعر الفحمي بصوت مسحوب ، لتدحرج عينيها نحو نيلان والبقية فتلحظ أنها الوحيدة التي ترى هذا...
♕يتبع♕
أنت تقرأ
~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~
Fantasyتسأل نفسها ماذنب ذاك الذي ولد منبوذا لما كتب عليها الفناء ليعيش الغير....لما عليها الإطفاء ليشتعل الغير ... لما عليها الإحتراق ليبصر الغير.... فمابال الدنيا تطعنها كلما حاولت النهوض .... فمابال تلك الروح تتآكل ... فمابال الحياة وهي تسلب أغلى ماتم...