p12

34 4 34
                                    

صمت تام لايخلو  من صوت الرياح... وكأن باقي الأصوات ترفعت عن إختراق حرمته.... فأبت نسمات الهواء ذلك...

قرابة ربع الفيلق منكمشون على أنفسهم كالخرفان... متحصنين بما يؤمنون به من معتقدات راسخة منذ الصغر... ولعل أغلبهم يؤمن بطريقة عمياء فقط بحكم أنه طلب منه ذلك... ولا يريد أن يكون وصمة العار لعائلة أظهرت التدين علنا وذبحت سرا...

عائلة كان جل إهتمامها البروز في مجتمع ساد عليه قانون الغاب... مجتمع إحتكر فيه الضعيف و ساد القوي... مجتمع عبدت فيه الشياطين وبجلوا خدامهم  كما يبجل رهاب الكنائس الكاثوليكية ...

مجتمع غلب عليه الجهل فأعمى بصيرة المرئ... مجتمع كان فيه الناس عبدة لرغباتهم الدنيوية وكأنه نسي عقاب مابعد أن يتخلى عنه جسده وينزع ذلك الثوب البالي ويعود للب المرئ... ألا وهو روحه... روح ضعيفة واهنة... لتركع أمام الخالق البديع...  وفل تنفعهم شياطينهم وقتها...
.
.
.
.
.
.
.
.
.

كانت تلك الشقراء تتحرك ذهابا وإيابا وصدرها يعلوا ويهبط لتستجمع شتات نفسها وتردف بثقة مهزوزة ولعل سببها خطورة الوضع الذي يطبق قبضته علينا... " لدي خطة ياعم لكن نسبة نجاحها شبه معدومة..."أخذت شهيقا لتردف بتلعثم "إ... إنها تعتمد على الحض..."

تريد منا أن نقامر بحياتنا متشبثين بمصطلح بائس كالحض... ذلك المسمى الذي لم أذق طعمه قبلا...

تريد منا أن نرمي النرد بأمل أن نحصل على رقم زوجي... وإلا فإننا دفعنا أعناقنا ثمنا لخيار كذاك...  

رغم بشاعة الفكرة إلى أنها إستهوتني... بل جعلت كل خلية في جسمي تضخ الأدرينالين بحماس... ومن قال أن القمار مجرد لعبة بالية...

ها نحن ذا سنتخطى القوانين الفانية التي إختار العالم إتباعها.... ونتعامل بالقانون الوحيد المعترف به هنا... القوي يأمل الضعيف وليس لدي نية لأكون ضحية....

  فَإمآ أنْ تٌگۆنْ ضحٍيَةّ تٌتٌہآفَتٌ علُيَہآ آلُڏئآبْ..... أۆ تٌگۆنْ مفَتٌرسآ بْيَنْہم....

ونحن سنرمي النرد ونقامر بحيات آخر من بقي حيا من البعثة... ولتكن رمية رابحة....

"أفصحي يابنيتي عما يجول بخاطرك_"، نطق بصوته الرزين الذي يبث الأمان في كل كرن من كيان الحاضرين... يفرك لحيته البيضاء بين أنامله المتشققة... ويمسك بالصليب باليد الثانية... وملابسه كراهب تطفي جوا من الراحة إتجاهه...

    لعل السبب هو إيقان المرئ الجازم أنه رجل دين تقي... فلا أحد يتعمق في لب النفس البشرية.... ولا أحد يفصح عن صدق نواياه في عالم يتحيز الفرصة المناسبة للغدر بك...

أردفت صاحبة النمش الخفيف الذي أطفى طابعا على لون بشرتها البيضاء و صبغة شعرها الشقراء...والشرر يتطاير من عينيها وهي تقلب كل ما تعلمته من طقوس وطلاسم في حياتها " خطة جنونية ولكنها أفضل من البقاء والتعفن هنا...."

~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن