p6

44 6 33
                                    

إنارة خافتة ، وجدران معدنية متآكله ، هالة من الرعب والكآبة مصدرها تلك الجثث المحنطة ،  طاولة خشبية صغيرة قابعة في إحدى زوايا القاعة ، طغت عليها الضلمة وكأن النور أبى أني يخترق حرمتها ،

تحرك ذلك الجاثي أمامي بخطوات رزينة فتبعته ، صوت صرير خافت مصاحب لكل خطوت ناجم عن تلك الأرضية الصدئة ،

تناول كرسيا وأشار لي بالجلوس فمالبثت أن فعلت ، ليشرع في الكلام :

"ستعملين معنا ، من هذه اللحظة أنت من غيس وغيس منك ____" ، قالها بنبرة آمرة جعلت هالته تتضاعف ، وكأنه بهذا يبث الذعر والرعب في كل ركن من كياني ،

"مستحيل أن أعمل مع عصبة خونة  __" ، نبست بغضب أشد على كل حرف ، لأنهض من الكرسي متوجهة للخارج ، على الرغم من علمي أنني لن أخرج قطعة واحدة ،

إلتقط نردين من الدرج المقابل له وحركهما بخفة بين أنامله ، ما إن أدرك نيتي في إنهاء المحادثة ، ليستوقفني بنبرة تحمل في طياتها أطنانا من السخرية ،

"طبعا كما يحلوا لك لن أجبرك ___" ، إرتسمت ضحكة خبيثة على محياه و إستمر بتحريك النردين بيده ببرود ،

"ذاك الوضيع __" ، ياليتني أتخلص منه الآن وإلى الأبد ،

ارتسمت إبتسامة خفيفة على محياه سرعانها أخفاها ، ليكمل بعبث : "  طبعا يمكنك المغادرت فأنت حرة ، وأنا أيضا حر في فعل ما يخطر ببالي  __" ، وهنا تهادى إلى ذهني منظر ذلك الطفل الذي لم يتجاوز الرابعة ، أيعقل أنه !!!!!

هل سيستخدمه كونه زوهريا ؟؟؟ ، سرعانما لاحظ انزعاجي ليكمل بعبث مصطنع ،

" أنا إبن سيفار ، و طفل نادر كذاك لن أتجرأ على التفرطة به ، بقائه حيا ليس سوى هدر للموارد ___ " ،

أنهى كلامه بوضعه للنردين على الطاولة ، لينهض من على كرسيه متوجها للمخرج ،

شعرت بالدماء تغلي فعروقي ، أيضننا بيادقا في يده ، سرعانما إنقضضت عليه ليلتصق جسده بعرض الحائط ، وضعت يدي على عنقه لأشرع في خنقه ، إلا أنه لم يبدي أي ردة فعل ، غير أنه إبتسم بسخرية ،

لتنتشر هالة ضبابية خانقة في كل ركن من القاعة ، ومالبثت أن أخذت هيئة آدمية لتنتشلني بقسوة ، فأرتطم بالأرضية ، وهنا أيقنت أنني لست ندا له ، فها أنا ذا أخنق من قبل شيطان ذاك الوضيع الذي لم يتحرك إنشا وإنما إستمر في الإبتسام ،

"بعض الناس يجب قمعها بالقوة ، تمنيت حقا أن نصل لاتفاق __" ، نبس يضم يديه إلى صدره مقطبا حاجبيه متضاهر بالإنزعاج  ، 

إستمر ذلك الكيان في الضغط حتى بدأت أشعر بروحي تنتزع من على جسدي ، وهنا سمعته ، ذلك الصوت المألوف ، صوت الحشرجة الرجولية ،

" إذا أردت النجاة  فحرريني ___"

أحرره ؟؟؟ ، لما وكيف ؟؟؟؟ ، إستهلك الأكسجين من رئتاي وتحولت رؤيتي لضبابية ، شهقات متقطعة كمحاولة الأخيرة للعيش ،

~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن