طريق جبلية وعرة ، و هدوء لايقطع خلوته سوى إرتطام قطرات المطر بسطح تلك الشاحنة المعدنية ، هالة من الرعب والكآبة مصدرها أولئك المستجدون ،
تقدمت صاحبة الشعر الذهبي لتستند على الجدار المجاور لي ، فتنبس بصوت أشبه مايكون للهمس " أنا نيلان ، برتبة مستجدة في المنظة __" ، أنهت كلامها وقد إرتسمت إبتسامة مشرقة على محياها ، وهي تمد يدها لي كمصافحة ،
تجاهلتها وأضفت بصوت مبهم وأنا أنظر للفراغ " ماذا تريدين ؟ فلا أعتقد أن غيسية ستبرم صداقة مع مستجدة من ضواحي قرية نائية دون فوائد ___؟" ، وكأن حدسي صحيحا ،
لتضيف بنبرة يكسوها اندهاش سرعانما أخفته "معك حق ، رأيتك ذلك اليوم وأريد أن نعقد هدنة __" ، أومئت لها برأسي كعلامة لتواصل البوح ،
فما لبثت أن فعلت ، " لديك قدرات مدفونة ، وأنا سأساعدك في الوصول لها بشرط أن تحميني __"
رفعت أحد حاجباي دلالة على إستغرابي لأضيف بنبرة حادة ، " أنت غيسية ، و أقدم مني أي أن لك خبرة في هذا المجال فلما ستحتاجين حمايتي ؟ و إن وافقت كيف ستساعدينني؟؟؟"
ختمت كلامي بإبتسامة ساخرة سرعانما تلاشت ليحل محلها الإستغراب بسبب مارمته هذه الأخيرة من أوراق على طاولة اللعب ، " بلى أنا أقدم منك إلا أن قدراتي محدودة__ " ، أنهت كلامها بتنهيدة ، لتتوهج عيناها باللون الأحمر ، فتزيح تلك الغرة الذهبية ، بكف يدها فيظهر محلها دائرتان لغير ،
شممت الانكسار في نبرتها إلا أنه سرعانما تبدل لفخر وهي تردف ،" يمكن لمعلمي أن يساعدك ___" ،
قاطعتها بنبرة تتخللها السخرية ،" إذا كان معلمك يستطيع حقا مساعدتي فلما لا يفعل هذا معك ، دائرتان لاتخولك حتى للعيش كعضو من منظمة ___" ، توقعت أن تنصرف بهذا ، إلا أنها فاجأتني ،
أزاحت خصلات شعرها القصير خلف أذنها وأردفت ، وهي شاردة في السقف وكأنها تذكرت ذكرى مأساوية ، " حاول ، إلا أنني كنت عالة على كل من حولي ، ولدت بشيطان صحيح إلا أنني كنت مصابة بمرض عضال ، إستنزفني في أيام معدودة ، تخلى عني أهلي لأصير حبيسة الشوارع والأزقة ، كان يفترض أن أموت ولكن__" ، قطعت كلامها إثر نزول لؤلؤتين من محجريها ، كانت تبكي؟؟؟
تضاهر بعدم رؤيتها ، لطالما كنت هكذا ، فأنا سيئة في المواسات ، فكيف بحق الجحيم سأستطيع منح الأمان الذي لم أحس به قط ؟؟
شارعت في مسح دموعها بأناملها ، لتأخذ شهيقا تستجمع فيه شتات نفسها لتكمل بنفس النبرة المنكسرة التي عجزت على إخفائها ، " شيطاني ، شيطاني قرر الموت بدالي ، ياليته تركني أموت وحسب __ "
Flashback
ليلة ممطرة ، وشوارع خالية ، منازل موصدة تتسرب منها ضحكات لأطفال غلب عليهم السعادة ، نوافذ تفوح منها رائحة الدفئ ،
أنت تقرأ
~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~
Fantasyتسأل نفسها ماذنب ذاك الذي ولد منبوذا لما كتب عليها الفناء ليعيش الغير....لما عليها الإطفاء ليشتعل الغير ... لما عليها الإحتراق ليبصر الغير.... فمابال الدنيا تطعنها كلما حاولت النهوض .... فمابال تلك الروح تتآكل ... فمابال الحياة وهي تسلب أغلى ماتم...