p7

46 6 29
                                    

طريق جبلية وعرة  ،  و هدوء لايقطع خلوته سوى إرتطام قطرات المطر بسطح تلك الشاحنة المعدنية ، هالة من الرعب والكآبة مصدرها أولئك المستجدون ،

تقدمت صاحبة الشعر الذهبي لتستند على الجدار المجاور لي ، فتنبس بصوت أشبه مايكون للهمس " أنا نيلان ، برتبة مستجدة في المنظة __" ، أنهت كلامها وقد إرتسمت إبتسامة مشرقة على محياها ،  وهي تمد يدها لي كمصافحة  ،

تجاهلتها وأضفت بصوت مبهم وأنا أنظر للفراغ " ماذا تريدين ؟ فلا أعتقد أن غيسية ستبرم صداقة مع مستجدة من ضواحي قرية نائية دون فوائد ___؟" ، وكأن حدسي صحيحا ،

لتضيف بنبرة يكسوها اندهاش سرعانما أخفته "معك حق ، رأيتك ذلك اليوم وأريد أن نعقد هدنة __" ، أومئت لها برأسي كعلامة لتواصل البوح ،

فما لبثت أن فعلت ، " لديك قدرات مدفونة ، وأنا سأساعدك في الوصول لها بشرط أن تحميني __"

رفعت أحد حاجباي دلالة على إستغرابي لأضيف بنبرة حادة ، " أنت غيسية ، و أقدم مني أي أن لك خبرة في هذا المجال فلما ستحتاجين حمايتي ؟ و إن وافقت كيف ستساعدينني؟؟؟"

ختمت كلامي بإبتسامة ساخرة سرعانما تلاشت ليحل محلها الإستغراب بسبب مارمته هذه الأخيرة من أوراق على طاولة اللعب ، " بلى أنا أقدم منك إلا أن قدراتي محدودة__ "   ، أنهت كلامها بتنهيدة ، لتتوهج عيناها باللون الأحمر ، فتزيح تلك الغرة الذهبية ،  بكف يدها فيظهر محلها دائرتان لغير ،

شممت الانكسار في نبرتها إلا أنه سرعانما تبدل لفخر وهي تردف ،" يمكن لمعلمي أن يساعدك ___" ،

قاطعتها بنبرة تتخللها السخرية  ،" إذا كان معلمك يستطيع حقا مساعدتي فلما لا يفعل هذا معك ، دائرتان لاتخولك حتى للعيش كعضو من منظمة ___" ، توقعت أن تنصرف بهذا ، إلا أنها فاجأتني ،

أزاحت خصلات شعرها القصير خلف أذنها وأردفت ، وهي شاردة في السقف وكأنها تذكرت ذكرى مأساوية ، " حاول ، إلا أنني كنت عالة على كل من حولي ، ولدت بشيطان صحيح إلا أنني كنت مصابة بمرض عضال  ، إستنزفني في أيام معدودة ، تخلى عني أهلي لأصير حبيسة الشوارع والأزقة ، كان يفترض أن أموت ولكن__" ، قطعت كلامها إثر نزول لؤلؤتين من محجريها ، كانت تبكي؟؟؟

تضاهر بعدم رؤيتها ، لطالما كنت هكذا ، فأنا سيئة في المواسات ، فكيف بحق الجحيم سأستطيع منح الأمان الذي  لم أحس به قط ؟؟ 

شارعت في مسح دموعها بأناملها ، لتأخذ شهيقا تستجمع فيه شتات نفسها لتكمل بنفس النبرة المنكسرة التي عجزت على إخفائها ، " شيطاني ، شيطاني قرر الموت بدالي ،  ياليته تركني أموت وحسب __ "

Flashback

ليلة ممطرة ، وشوارع خالية ، منازل موصدة تتسرب منها ضحكات لأطفال غلب عليهم السعادة ، نوافذ تفوح منها رائحة الدفئ ،

~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن