قمة جرف صخري متداعية... وجيوش وكأنها البحر في إتساعها... تلبدت السماء بالغيوم في تلك الليلة القمرية... فكان الظلام سيد اللعبة...كفتا ميزان ... نفر من الجن وكأنهم بيادق في يدي كهنة الكنيسة، في جهة... أما في الكفة الثانية فقد تربع فيها فيلق غيس الأعزل... وممن جهل هوية اليد التي تحرك غريمهم خلف الستار فخيل لهم أنه دون حول ولا قوة... كشروا عن أنيابهم كالذئاب الجائعة... وهجموا كالهمج...
وهاهو ذا التاريخ يكتب عهدة لمجزرت جديدة...
هجم أول وفد من غيس بلا تردد... لتنطلق الصرخات بالنصر... صرخات لم تكن آدمية...
صمت مقلق خيم على الساحة سرعانما تبدد بظهور جثة من العدم... أشلاء أحد سحرتنا اللذين نزلوا توا... رأس مفصول... أطرافه الأربعة مرمية بإهمال جانبه... وصدر مشقوق يبرز قطعة من كبده المقضول... ولم تكن القضمة لإنسي...
قررت التقدم لألمح منظرا مهيبا...
تجمدت محلي والعرق يتصبب من جبيني... تقدمت ببطئ فإستقبلتني رائحة الدماء الفواحة... وصوت الغربان السوداء المنذر بالموت...
هاهو ذا وفد الإمبراطورية يقف شامخا... بل لم حرك ساكنا ولو بمقدار إنشات... وقرب أرجل أحصنته تربعت أشلاء كل من نزل الجرف...
رؤوس مفصولة وأطراف مقطوعة وصدر مشقوق... قطع كبد متناثرة...
كل هذا في أقل من خمس دقائق... لوحة يعجز الإنس عن رسمها... لوحة ليست سوى ألوان خطها من يفوقوننا لأما... لوحة بريشة قبيلة كاملة من الجن.... وهاهم ذا يحملقون بي بمعالمهم المبهمة وتلك الإبتسامة الصفراء التي إحتلت محياهم...
إستجمعت تلك الشقراء شتات نفسها ولحقت بي... لتتجمد بدورها...
"ق.. قطط سوداء __" ؛ قطط أهذا ماتراه... أي أنني الوحيدة التي أراهم الوحيدة التي تراهم للمرة الثانية...
Flashback __________________________________________________________________
وماشد إنتباهي حقا هو تلك الهالة السوداء التي تحيط بثلاث مرضى ، أغمضت عيناي وفتحتهما ،لأتأكد من أنني لا أهلوس إثر المخدر ،
إلا أنه لم يختلف شئ ، الغريب أني نقلت بصري في أنحاء الرواق لأتيقن من أنني لست الوحيدة التي ألمحها ، إلا أن الكل مشغول ، وكأنها غير موجودة أصلا ،
End of the Flashback __________________________________________________________________
تقدم كل من ضل على الجرف بعد جملة نيلان... ليرو تلك اللوحة منهم من إستفرغ و منهم من صقط منهارا... ومنهم من شرع في تمتمة آيات من الإنجيل أو التورات...
أما أولئك اللذين إختاروا الحياة... فقد كانوا أول من يدق الموت بابهم... ركض قرابة نص من بقي حيا كالهمج... ركضوا دون توقف منهم من يسقط فيقف ويواصل آبها بما حل به من جروح... ومنهم من يدفع أخاه من على سفح الجرف ليلقى حدفه... فقط كي يصلوا للضفة الثانية... ولا أستطيع لومهم فهذه فطرة فينا كبشر... غريزة من أجل البقاء...
كانوا حشودا وسرعانما إختفوا من مجال رؤيتنا... عم صمت مخيف... جعل منا من نهض ليلحق بهم....ومنا من يتمسك برمز الصليب ويتمنى في صمت.... إلا أنني لم أرتح لهذا الهدوء... وكأنه هدوء ماقبل العاصفة...
"لللآآااا____"، صرخت دوت في أرجاء الغابة... صرخة كان مصدرها ذلك الدرب الذي سلكه الباقون... صرخة عبرت عن الألم... عن الرعب والخوف...
حاولنا التواصل مع خدامنا من الجن دون جدوى... حتى~ نير~ لم يستجب رغم محاولاتي المستميتة...
هزت كتفي صاحبة الشعر الأشقر والتوتر باد على ملامحها لتردف بتلعثم..." غ.. غياس لايستجيب... و الطلاسم... الطلاسم محيت من المخطوطات __"حولت بصري لماكانت تمسك من أوراق سبق وأن أرتني إياها... أوراق سبق وأن تشبعت بالحبر إلا أنها الآن فارغة...
إنتشلتها من يدها وصرخت... "ماذا حدث بحق الجحيم كيف تمحى تلك الكتابات ومابال خدام الجان بحق السماء..."، لم أتمالك نفسي زفرت بحدت... حاولت التفكير في حل ولكن دون جدوى... سنموت لامحالة...
" أيعقل أننا وقعنا في كمين __"، تكلمت تلك الشقراء وهي تقضم أصابعها... لتتحرك بسرعة نحو أحد الصخور الضخمة وتمعن التحديق فيها...
"بئسا__"، صرت على أسنانها... وهي تحاول قرأة ماكان مدونا بخط صغير...
" إنتهينا... خدام الجان لن يحظروا... نحن في منطقة محصنة بالطلاسم... الجان سيرونها منطقة فارغة وحسب لن يتمكنوا من مساعدتنا... هذا إذا ماظلوا أحياءا ولم يهجم عليهم النفر القابع أسفلها..."، حللت الموقف بتوتر وكأنها تكلم نفسها... حاولت التفكير في حل رغم معرفتي الضئيلة في علوم السحر...
"أتقصدين أنه أشبه بالطلسم المستخدم لإخفاء غيس... إذا لابد من وجود طريقة لكسره__" أظاف أحد الكهنة الكبار الذي كان متربعا على الأرض ليقف بجانبها ويحلل كلمات الطلسم...
"الطلسم من النوع المستعصي وهو طلسم مكتوب باللغة الأرامية.... أي أنه طلسم يهودي... وهذا ليس طلسما واحدا فقط... وإنما إثنان طلسم حجب مكتوب بالسومرية... وطلسم إستحظار مكتوب بالأرامية كما قلت سابقا... وهذا يضعنا بين خيارين لاثالث لهما... إما أننا في مواجهة قبيلة من الجن اليهودي.... أو أنه تم تحضيرهم على الطريقة اليهودي.... "
أكمل الكاهن المسن موضحا... لتركز نيلان على كل كلمة قالها... فتضيف كمن أمسك بطرف الخيط "هل تجيد الأرامية ياعم؟؟؟.."
"طبعا يا بنيتي فأنا كاهن في النهايا ماذا يدور في ذهنك ___"،
" خطة جنونية ولكنها أحسن من البقاء والتعفن هنا __"، أنهت كلامها مع ابتسامة ماكرة
أنت تقرأ
~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~
Fantasyتسأل نفسها ماذنب ذاك الذي ولد منبوذا لما كتب عليها الفناء ليعيش الغير....لما عليها الإطفاء ليشتعل الغير ... لما عليها الإحتراق ليبصر الغير.... فمابال الدنيا تطعنها كلما حاولت النهوض .... فمابال تلك الروح تتآكل ... فمابال الحياة وهي تسلب أغلى ماتم...