إضاءة خافتة سببها تلك الشموع التي تعد على الأصابع لقلتها ، وجدران بهت لونها ، نجمة خماسية وضعت شمعة عند كل رأس من رؤوسها ، فوق سطح أرضية خشبية طغى عليها الزمن فتآكلت بفعل الرطوبة ،
صوت صرير إثر خطوات ثقيلة ، خطوة سليمة ثم صوت إرتطام شئ بالخشب
كيس فحمي اللون يسمع صوت إحتكاكه بالأرضية صوت لهثات متقطعة يوحي بالمجهود المبذول إثر حمل ذلك الكيس يتوقف الصوت لتتضح لنا الصورة جسد هزيل قطرات العرق تتصبب من جبينه بسبب ضعف الإنارة تعجز عن رؤية ملامحه ...شخصان يرتديان قناع أسود وكأنهما في حفلة تنكرية، يجران شخصا ثالثا بالغصب ...
"أنزلوني!" صرخة دوت كل ركن من أركان الغرفة ، جثة ضخمة منكبان عريضان ،وشعرأسود سواد الفحم ، و مايثير العجب حقا خمس دوائر أو وشوم على جبينه ،
"أيها الفاسقون أنزلوني!" يلفت إنتباهك قميصه الثلجي الممزق والمشبع بالدماء، أنفه النازف ، قد يكون مصدرا للدماء على قميصه ، بيجاما سوداء اللون ، شعر مبعثر وكدمات على كل ركن من أركان جسده ،
أخرج صاحب الجثة الهزيلة سكينا من ذالك الكيس الفحمي ، وأشار للرجلان ليلقيا بذلك الطائش على الأرضية ، ينتفض جسده محاولا النهوض إذ تأتيه ضربة مباغتة من الخلف
" خ__خونة" ، آخر ما نطق به قبل أن يفقد الوعي ، ليتقدم الرجلان ويحملانه وسط تلك الدائرة أو النجمة الخماسية لتتضح لك الصورة وتدرك أنها ليست سوى نجمة داود ، يتقدم صاحب الجثة الهزيلة منه ويمسك بمؤخرة رأسه، يلوي رقبت هذا المسكين للوراء لتضهر تفاحة آدم خاصته و ينحره كما تنحر الذبيحة ، فتسقط دمائه ساخنة على أطراف تلك النجمة فتشع باللون الأحمر ، متبوعة بصوت صرخة لطفل ، بكاء طفل ، و توهج عينيه باللون الأحمر ،
يشرع صاحب الجثة الهزيلة في التمتمة ، ترنيمة تكاد لا تسمع بلغة قديمة ، ثم تنطفئ الشموع في نفس الوقت وقد يبدو هذا غريبا لإستحالة وصول الرياح لهاذا المكان فكما يبدو أنه أشبه بالقبو ، تشتعل الشموع بنفس وتيرة إنطفائها ، وتصبح الرؤية ضبابية بسبب تشبع الغرفة بالدخان ، يتجمع هذا الأخير ببطئ ليأخذ هيئة بشرية ، ينحني أمام صاحب الجثة الهزيلة ...
ليظهر صوت حشرجة رجولية
"خادمك مدى الحياة"
صوت صرخة مكتومة خرج مني ..." كان حلما__"
نفس الحلم الذي يتكرر منذ ١٧ سنة نفس السيناريو ... أنا حتى لا أستطيع رؤية ملامحه ذلك الساحر الهزيل ...
أنت تقرأ
~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~
Fantasyتسأل نفسها ماذنب ذاك الذي ولد منبوذا لما كتب عليها الفناء ليعيش الغير....لما عليها الإطفاء ليشتعل الغير ... لما عليها الإحتراق ليبصر الغير.... فمابال الدنيا تطعنها كلما حاولت النهوض .... فمابال تلك الروح تتآكل ... فمابال الحياة وهي تسلب أغلى ماتم...