P20

27 3 11
                                    

  ضوء خافت أبى ذلك البدر المكتمل حرمانهم منه.... وصوت نقيق الغرباء كسر شبح الصمت الذي خيم عليهم....

    أنفاس مهتاجة وشهقات متقطعة شبه معدومة.... طقطقت عظام وتوسلات خافتة... حركت شبه يائسة و عيون مترجية....

   أشلاء كبد مقضومة.... و جثث آدمية زينت ذلك البساط الأخضر.... رموز مقدسة تربعت على صدر كل من تظاهر أنه راهب في العلن.... وعبد تلك الروح النجسة في الخفاء....

   صوت أشبه بفحيح الأفعى جعل تلك الغربان تخرس إحتراما له... منبته ليس سوى تلك المساحة المبهمة من هذا الجرف....

   حقل من الملح أبى القمر حرمانه من فُتاةِ نوره.... ليبزغ منظر صاحب اللحية الخشنة وهو يصارع الموت.... ولكن سرعانما إستقبله بصدر رحب....

        وكأنه أدرك واقعا مريرا.... وكأنه فقد القدرة على التشبث بآخر حبل للنجاة...

     وكأن تلك اليد التي مدت له من العدم.... مالبثت أن سحبت ليتخبط كالغريق أمام أمواج وغياهب الحياة العاتية.... فيفقد الرغبة بالمحاولة راجيا أن يكون عذابه في الدنيا كفارة عن عذاب الآخرة....
.
.
.
.
.
.
.
.
تراقص شبح الموت في مقتلتي تلك الغاجية... فمالبثت أن أبعدت خصلات شعرها الذهبي وصرخت بهستيرية كالمحموم"أشعلوا الشموع ___"

  كانت لهجتها تحمل أطنانا من الرعب وهالتها لاتوحي سوى بخطورة ماهم مقدمون عليه... أسرع كل ساحر ليوقد تلك الفتائل المعدودات غير آبهين بتوسلات ذلك العجوز الكاثوليكي....

  "فَـعِنْدَمًأّ يِّدُقُ أّلَمًوٌتٌـ بًأّبًکْ ... وٌقُتٌـهّـأّ لَنِ تٌـفُـرقُ بًيْنَ رحِمِ تِلَکْ أّلَتٌـيِّ أنِجّـبًتٌـکْ وٌحًضًـنِ ذأّکْ أّلَذيِّ کْفَـنَکْ ..."

    تراقصت ألسنت اللهب لتنير تلك الحلقة وتضيف وميضا خافت لما يقدم ذلك البدر الخجول...

   تحركت صاحبة الشعر الفحمي وإستلت خنجرا ونحرت عنق تلك البهائم على أطراف تلك النجة الخماسية....

    أومئت شقراء الشعر برضى و جلست القرفصاء وسط تلك الرؤوس الخمس والتي بدورها وزع على أطرافها خمس سحرة متمكنين بأعمار متقاربة.... ليجعل ذات الشعر الفحمي تتراجع ومن معها مفسحين المجال لذوي الخبرة...

   تحركت يدا شقراء الشعر بخفة لتفتح إحدى مخطوطاتها التي سبق وأن ظهرت بحلة أنثى تأبى أن تفسح بما يجول بخاطرها...

   إلتقطت ذلك الخنجر الأسود المرصع بالكرستال من ذات الشعر الفحمي و أحدثت جرحا غائرا في باطن يدها... عقدت حاجبيها بألم سرعانما نفظته جانبا... 

       فهذا ليس وقته... ليس و هي الآن مسؤولة عن أرواح الجميع.... ليس وهي تعتبر فتيل شمعة في دربهم الموحش....

    إنتزعت ريشة من غراب منحور بجانبها.... وغرستها في باطن يدها لتتشبع بالدم وتبدأ بخط تلك الطلاسم و الكلمات الياهودية التي تحفضها ككف يدها....

~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن