p13

41 4 34
                                    

تنحت السحب التي لطخت السماء إحتراما للبدر المكتمل.... فتسلط ضوء كشف ماكان مخفيا خلف خلوة ذلك الستار الأسود...

طريق جبلي وعر فقد ملامحه إثر كم الجثث الآدمية الملقات عليه.... غابة لطالما كانت ملاذا للبعض أصبحت الآن أرض مقبرة بعد أن إرتوت أرضها بدم نجس...

غربان تحط لتقضم تلك الأشلاء الملقات.... ونقيق حاد إحتل المكان.... 

منظر ترفعت الكلمات والأسطر عن وصفه... منظر أقل مايقال عنه تحفة فنية متجانسة بريشة غراب أسود ومحبرة  دماء نجسة... منظر وكأنه نافذة للجحيم...

وسط كل هذا كان هناك من يحمل فتيل أمل وينتظر تلك الشرارة لتوقده....

إستقر ذلك الراهب العجوز وهو يحكم قبضته على  صليب متدل كسلسال من عنقه... ويرتل آيات من كتابه المقدس بإخلاص...  يأخذ نفسا ويصرخ بصوت جهوي" لنبدأ___"

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

وزعت الكتب المقدسة على أفراد الكنيسة بالتساوي وأرتدى كل فرد سلسالا يحمل رمزهم المقدس....

علق ماتبقى من رموز مقدسة على الأشجار المحيطة بهم.... شكلوا دائرة توسطها ذلك الراهب الكاثوليكي....

فتحت الكتب في صفحة معينة.... وإنطلقت التمتمات لترتفع تدريجيا ويكسر صوت آياتهم سكون الغابة الموحشة.... قلبت الصفحة وإستمروا في التلاوة....

بعد أن أوشكوا على ختم أول آياتهم المقدسة إنطلقت صرخة صمت الآذان.... توقف الرهاب عن التلاوة وإلتفتوا بفزع باحثين على مصدر الصوت...

قطب ذلك العجوز حاجبيه وصرخ فيهم بحزم

"لا تتوقفوا....... إستمرواااااا_____"

لم يلحق أن ينهي جملته فإذا بهي يرتطم بالصخرة المقابلة فتتدفق الدماء راسمة خطا أحمرا على مستوى جبينه.... وهنا لاحظ فتحة صغيرة في الدائرة غفل عليها من رسمه....

وزع بصره برعب قابضا على رمز الصليب بيد مرتعشة.... تحركت شفتاه بالتمتمة كمحاولة بائسة لتحصين نفسه من ذلك الكيان المتربص به....

إلا أنه سرعانها تلقى ضربت جعلت الكتاب يسقط من يده وينزلق محدثا فتحة أوسع في الحاجز.... حاول النهوض لكن بلا جدوى....

تربع على صدر ذلك العجوز كيان أسود اللون مبهم الملامح.... مد يديه ليمسك بعنق ذلك الأخير بقبضة لاتتزعزع.... ضغط بقوة....  إحتقن وجهه باللون الأحمر وعلت شهقاته كمحاولة منه لإدخال الهواء لرئتيه.... حاول تحريك يديه لكن بلا جدوى.... أحس بشلل ينتشر في كامل أجزاء جسده.... أصبحت رؤية العجوز ضبابية.... ونطق بصوت مبحوح شبه منعدم

"م... من أنت __"

إرتسمت إبتسامة صفراء على معالم ذلك الكيان المبهمة ونطق بصوت جعل كل شعرة في جسم الراهب تنتصب....

~لَعٌنِةّ آلَغُآجّ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن