الفصل الثامن : لِقاء.

161 18 7
                                    

عاد الدم إلى عروقي... والظلام لم يلتهمني بعد. انتظروا، فالجحيم الذي صنعتموه لي، سيبتلعكم أولاً.
__________________

➤ Asteria

"ألفين وأربعمئة وتسعة وتسعين، ألفين وخمسمئة دولار."

وضعت آخر ورقة نقدية على الكومة المتزايدة أمامي، وابتسامة عريضة ارتسمت على وجهي. أخيرًا، المال الذي انتظرته بشوق. تنفست بعمق، كما لو أنني أفرغت كل الضغوط دفعة واحدة. حصلت على ما أريده. الآن حان الوقت للتخطيط. كيف سأقسّم هذا المبلغ؟ ومتى سأبدأ في البحث عن وظيفة جزئية؟ لكن لا يهم، الأهم أنني الآن أملك الحرية للتحرك.

سكاي هي التي أعطتني المال، لكنه كان من شخص آخر... السيد رايدر. شعرت بوخزة في صدري عندما أخبرتني أنها حصلت عليه منه. تخيلت سيناريوهات لا تُحصى. هل تلمسها؟ هل فعل شيئًا معها قبل أن يعطيها المال ويرحل؟ فقط التفكير فيه يجعل الدم يغلي في عروقي. أكرهه. أكره حتى سماع اسمه، وإذا لم أجد وسيلة للتخلص منه نهائيًا، فلن أرتاح أبدًا.

ثم يأتي ذلك الأحمق صاحب العينين الخضراوين، الجميلتين بطريقة مزعجة، خدعني برقم هاتف مزيف. وأنا، كالحمقاء، انتظرت طوال يوم الأمس مكالمته. بقيت مشدودة طوال الوقت، حتى أنني لم أستطع التركيز في محاضراتي. لم أستطع طرد فكرة أنني سأسمع صوته. خاصة أنني الآن أستخدم شريحة جديدة، لم أشارك رقمي مع أحد بعد. لقد كسرت القديمة لأنني أعلم أن والدي ذكي، قد يستخدمها لتعقبي، متأكدة أنه كان سيفعل ذلك.

زفرت بحدة، مشاعر الغضب والتوتر تتصاعد داخلي. لو أنه فقط أخبرني كيف فعلها... كيف قتل ذلك الفتى، وما الذي استهدفه بالتحديد؟ كان بإمكاني أن أفعل نفس الشيء مع رايدر. لكن لا، بدلاً من ذلك، تركني أنتظر مثل البلهاء. والآن... ها أنا عالقة في دوامة لا تنتهي.

سمعت صوت الباب يُفتح، استدرت لأرى كايلا تخرج من الحمام. كانت ترتدي ملابس واسعة كما اعتادت، لكن هذه المرة، كان قميصها ضيقًا مقارنةً بالبناطيل الفضفاضة. شعرها ينسدل بنعومة على جانبي وجهها، وتضع مكياجًا ثقيلًا، جعل ملامحها تبدو أكثر جرأة. رفعت عينيها نحوي واقتربت بخطوات ثابتة، "هل ترغبين بالخروج؟"

رفعت رأسي إليها باندهاش. بعد أن رفضت الخروج معها قبل يوم، ظننت أنها لن تطلب مني مجددًا. لكن، الحقيقة أنني الآن لا أملك شيئًا أشغل نفسي به؛ لا أبحاث، ولا التزامات ضرورية. فقط أفكار مشوشة و... ذكرى رجل بشعر أسود مُثير وملامح وسيمة، جعلني أنتظر دون جدوى.

ابتسمت باتساع: "بالطبع!" نهضت بسرعة من مكاني. "سأجهز نفسي سريعًا وألحق بكِ."

"حسنًا، سأقتل الوقت بلعب جولة حتى تنتهي." قالت وهي تتجه نحو حاسوبها لتضع السماعات على رأسها.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن