الفصل الثاني : دِماء.

2.5K 131 50
                                    

لكل شيء بداية، وتلك اللحظة كانت بدايتي... ونهايتي.

_____________________

➤ Asteria


6 سنوات

ركضت بخطواتي الصغيرة باتجاه والدي، كما أفعل كل يوم بعد المدرسة. لكن هذه المرة، كانت ماما معه. واقفان هناك، يبتسمان وينتظرانني، يراقبان السعادة تنمو داخلي برؤيتهما.

"ماما! بابا!" صرخت بحماس وركضت نحو أبي الذي حملني بين ذراعيه كعادته. قبلني بلطف على خدي، وابتسمت وأنا أحضنه بشوق. ماما كانت بجانبه، تنتظر دورها لتمنحني قبلتها المعتادة.

"كيف كانت المدرسة اليوم يا صغيرتي؟" سألتني وهي تمسح على شعري بعد أن أنزلني والدي. أمسكت بيديهما معًا، وابتسمت بينما والدي يحمل حقيبتي.

"كانت رائعة جدًا!" قلت بسعادة، وبدأت أتحدث بيدي أيضًا. "لقد تعرفت على صديقة جديدة، اسمها تيانا"

"يا له من اسم جميل!" قال أبي وهو ينحني ليقبل يدي، جعلني أخجل، فابتسمت وأنا أنظر للأمام. الجو كان باردًا قليلاً، والسحب بدأت تتجمع في السماء كما لو كانت تستعد للبكاء.

"إلى أين سنذهب الآن، ماما؟ بابا؟" سألت وأنا أمسك يديهما بقوة، أشعر بالدفء في قلبي.

"حاولي أن تخمني" ردفت أمي بنبرة مرحة.

رفعت حاجبي في دهشة، ثم شهقت وقفزت في مكاني بفرح. "إنه عيد ميلادي؟!"

"أجل، وسنذهب إلى الملاهي" أجابني والدي بابتسامة.

"إذًا، هذا يفسر لماذا لم تحضرا السيارة!" قلت بابتسامة. "لقد كشفتكما"

"أرأيتِ، ابنتنا ذكية جدًا" قال والدي لأمي بضحكة خفيفة.

ضحكت معهم وأنا أنظر للأمام، قلبي مليء بالسعادة. لكن فجأة، وقع نظري على امرأة غريبة. كانت ترتدي شورتًا رغم البرد، واقتربت من الرصيف المقابل. شعرت بشيء غريب عندما رأيتها. اختفت ابتسامتي وأنا أتابع حركتها. كان لدي رغبة بالتلويح لها، لكني لم أفعل. كان هناك شيء منعني... ربما الخجل، أو ربما شعور آخر لا أستطيع تفسيره.

استدارت المرأة، وسارت بعيدًا نحو زقاق ضيق، وتركتني مع أفكاري المتشابكة.

"هل أنتي بخير، عزيزتي؟" سألني والدي وهو ينظر لي بقلق.

نظرت إليه بسرعة وابتسمت لأطمئنه. "أنا بخير، بابا."

"إذا دعيني أحملك، ربما تشعرين بالتعب." قال وهو ينحني ليحملني من جديد. ابتسمت وتمسكت به بقوة، وكأن حضنه كان المكان الوحيد الذي يحمي طفولتي من الشعور الذي بدأ يطرق باب قلبي الصغير.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن