الفصل الثاني عشَر : قواعِد.

1.2K 95 12
                                    

القواعد وُضعت لتُكسر، وبيننا... لا حدود تُبنى ولا قيود تبقى.
_______________

➤ Axel

في اليوم التالي، وقفت بهدوء بجوار سيارتي، متكئًا عليها بينما أدخن سيجارتي ببطء. كانت الرياح الخفيفة تحرك الدخان الذي ينبعث من فمي، وعيناي تراقبان المشهد أمامي. السيجارة أصبحت عالقة بين سبابتي والوسطى، بينما نظرت بتركيز نحو استريا وعمها جوزيف، اللذين كانا يقفان أمام قبرَي والديها، يتبادلان كلمات هامسة وسط هدوء المقبرة.

نظرت للحظة إلى الأرض الرطبة تحت قدمي، كل هذا الوقت الذي استغرقته للوصول إلى ريجي نوفاك، ها أنا أخيرًا على بُعد خطوة من الانتقام. لم أصدق أنني حصلت على اسمه بهذه السرعة، توقعت أن يأخذ الأمر مني أشهرًا أو حتى سنوات. لكن الحقيقة التي هزت كياني كانت أن استريا، الفتاة التي تقف هناك الآن باكية، هي حفيدة الهدف الذي كنت أطارده.

هذا الأمر لم يعد مجرد انتقامي الشخصي. الآن، هو انتقام مشترك، حافز مزدوج يجمعني واستريا ضده. كل شيء أصبح واضحًا الآن: لا مكان للعواطف أو الضعف. فقط العمل والانتقام الذي لا يعرف الرحمة.

لهذا فكرت في فكرة الزواج منها... أو تقريبًا. لا أعرف لماذا استفزني كلام عمها، عندما قال إنه يجب عليها الزواج بأحد رجالي. لدي الكثير من الرجال الأكفاء، والذين يعملون معي بكل إخلاص. كان بإمكاني أن أختار أي واحد منهم بسهولة، لكن عندما اقترح جي هون فكرة الزواج منها، وجدت نفسي أفقد هدوئي تمامًا. وكأنها ليست مجرد خطة، بل قرار شخصي قد اتخذته دون تفكير.

تنفست بعمق، كم أكره فكرة الالتزام. أكره كل ما يتطلب مشاركة حياتي مع شخص آخر. مجرد التفكير في أنني سأعيش مع شخص يشارك أوقاتي وأشيائي، تجعلني أختنق. ومع ذلك، وجدت نفسي أفعل ذلك. وجدت نفسي أدخل في هذا الاتفاق المعقد.

ليس لدي أدنى فكرة عن المدة التي سيستغرقها هذا الانتقام، لكنني عازم على تسريع الأمور. الانتظار لم يعد خيارًا بالنسبة لي. كل ما يدور في ذهني هو كيف أضع حدًا مؤلمًا، دمويًا، مُعذبًا لريجي نوفاك. لكن هنالك أمر آخر يعترض طريقي، وهو تدريب استريا. يجب أن أُعلمها كيف تقاتل، كيف تخطط، وكيف تنفذ. علينا أن نفعل ذلك معًا.

أستريا فقدت والديها، وأنا فقدت أمي وأختي. الجرح نفسه، الألم نفسه، والثأر نفسه الذي يجب أن يؤخذ نفسه.

لم أستطع التصديق في البداية أنها ابنة الرجل الذي اتهموه بقتل أختي. الرجل الذي حملت له الكراهية بالبداية. كما لم أصدق أنها ابنة المرأة التي رأيتها قبل 14 عامًا. كنت أكرههم بشدة. لكن عندما اكتشفت أن القاتل الحقيقي كان ريجي نوفاك، تلاشت كراهيتي لهما. بل نسيت أمرهما تمامًا، ولم أهتم بما حدث لهما بعد ذلك.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن