الفصل الرَابع عشر : أول ضَوء.

1.3K 101 24
                                    

الرؤية لا تكفي، عليك أن تشعر بالهدف.
________________

➤ Asteria

استيقظت على إحساس غريب، كأن شيئًا يداعب وجهي. ربما كانت ذبابة. جفلت قليلاً ورفعت يدي إلى خدي لأبعدها، لكن ما لبثت أن عادت لتزعجني مرة أخرى. كورت وجهي أكثر، محاولًة التملص من الإزعاج، ثم غطيت وجهي بيدي. فتحت عيناي أخيرًا على مضض، لكن الضباب الذي يلف المكان أعاق رؤيتي، وشعرت بشيء قريب مني. فتحتهما على وسعهما عندما رأيت ما أمامي، وصرخت بفزع وأنا أبتعد عن المكان.

"مرحبًا!" جاء صوته العالي، مشرقًا بابتسامة واسعة وبيضاء لدرجة جعلتني أغمض عيني للحظة.

"من... من أنت؟!" كان جسدي متوترًا، ونظراتي تائهة حولي، أنفاسي سريعة. تذكرت فجأة أنني في غرفة في منزل أكسيل، لكن من هذا الرجل الغريب؟ ارتبكت وأنا أعدل رداء الحمام الأبيض، الشيء الوحيد الذي أرتديه، وتشبثت برباطه وعدلته فوق صدري بإحكام.

"أنا غايتو"، قهقه وهو يقف. "لا تقلقي، لن أؤذيك."

"كيف... كيف دخلت إلى هنا؟!" سألت، وصوتي يرتجف.

"في الواقع، الجميع كان متحمسًا لرؤيتك، وأنا أولهم. لذا، لم أستطع الانتظار وجئت لأخبرك أن الإفطار جاهز."

عقدت حاجبي بتوتر، رمشت أكثر من مرة بينما أضغط شفتي بخط رفيع. أشرت نحوه بعصبية. "حسنًا، سأأتي. فقط... أخرج الآن."

"يا لكِ من لئيمة!" قال بملامح عابسة، ثم عادت الابتسامة على وجهه سريعًا. "نحن في المطبخ، لا تتأخري!" ثم سار بخطوات هادئة وغادر، مغلقًا الباب خلفه.

يا إلهي، ما هذا؟! قلبي كان يضرب في صدري بعنف، يهدد بالهروب من قفصي الصدري. كيف يمكن لرجل من رجاله أن يدخل بهذه الطريقة المباشرة دون حتى أن يطرق الباب؟ بدأت أرتاب في طبيعة هؤلاء الناس.

مررت أصابعي في شعري المتشابك، ثم توجهت ببطء نحو الحمام. دخلت، وغسلت وجهي بالماء البارد على أمل أن يهدئ من توتري. الجو كان حارًا، والرداء الذي أرتديه لم يكن مريحًا، لم يكن لدي خيار آخر.

تذكرت كيف أحرق أكسيل الحانة البارحة ببرود كأنها مجرد أمر عادي، وملابسي ما زالت لم تُحضَر بعد. يا لها من خدمة سيئة. شعري بدأ يتجعد بسبب تركه مبللاً طوال الليل. رغم كل هذا الفوضى، لم أستطع إنكار أنني أحببت مظهري بهذا الشكل الطبيعي.

خرجت من الغرفة بخطوات مترددة، صوت الحديث في الطابق السفلي كان مرتفعًا بما يكفي لأسمعه بوضوح من هنا. اقتربت من الدرج حافية القدمين، عيناي تنتقلان بين تفاصيل المنزل. الصوت يقودني حتى وصلت إلى باب مكتوب عليه "المطبخ" بخط رفيع. فتحت الباب وتسللت بنظري إلى الداخل. الجماعة كانت ملتفة حول الطاولة.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن