الفصل الأول : أموَاج.

4.5K 194 34
                                    

العالم قاسٍ، ولتصمد فيه، يجب أن تكون أقسى.
_________________

➤ Axel

صوت المعدن يتردد في أرجاء الغرفة، مضيئاً المكان بنور برتقالي خافت. مررت يدي على حقيبتي المعلقة بكتفي، وتمسكت بها بشدة بقبضة مغطاة بالوشم، ابتسمت ابتسامة جانبية عندما أشار لي الحارس بالخروج. وضعت خطوة هادئة نحو الحرية، بعد ستة أشهر كاملة من السجن، في ظلام دامس لا يضيئه سوى الوميض القاسي لأوقات العمل الشاق.

أخرجت عصابة شعر من حقيبتي ولففتها حول شعري، متجاوزًا العشب الشائك بخطوات ثقيلة. ثم انفتح أمامي باب معدني ضخم، معلناً عن بداية فصل جديد. أخيراً، تحررت من تلك المعاناة.

لم يكن السجن خياراً اخترته، بل فرضته عليّ أوامر رئيس المنظمة التي أعمل بها. كان عليّ أن ألجأ إلى السجن لتبديد الشكوك حول المنظمة والتغطية على الجرائم التي ارتكبتها. بدلاً من مواجهة الإعدام أو القتل، استُخدمت قدرتي البدنية ومرونتي المكتسبة من الأشغال الشاقة. ها أنا أخرج من السجن، حيث لم يكن بإمكانهم الاستمرار بدوني.

كنت الطفل الذي واجه الرجال الأكبر منه بعشر سنوات، والمراهق الذي أتم أول عملية سطو وتهريب بنجاح، هو نفسه الطفل المجهول إكس، الذي حمل سمعة المنظمة منذ صغره. كنت من أعطى المنظمة أفكاراً، المئات منها لتصعد إلى القمة، والآن بعد أن نفذت قواهم بدوني، هم يُعيدونني لاستنزافي مجدداً.

رغم أنني لم أكن أسعى للانضمام أو الحصول على ملايين الدولارات، فإن هدفى كان الانتقام لأختي التي قُتلت منذ سنوات. كنت أؤجل انتقامي لأتمكن من تحقيق هدفي النهائي، وهو القضاء على ريجي نوفاك - قاتل أختي - وتدمير المنظمة بأكملها.

لكن مع مرور الوقت بين أفراد المنظمة، اكتشفت أن هناك العديد من الأشخاص يعانون بنفس الطريقة التي عانيت بها. وقبل أن أواصل انتقامي وأزهق الأرواح، يجب أن أجد سبباً أقوى يدفعني، سبباً قد يجعلني أحقق ما جعل قلبي يغلي قبل سنوات مضت.

"أرى أنك خرجت أخيرًا، أليس كذلك؟" قال بابتسامة واسعة كاشفاً عن أنيابه، فتبادلنا الابتسامات بينما حملت حقيبتي ووضعتها في المقاعد الخلفية لسيارة الـ Rolls-Royce Phantom.

"أخيراً" اقتربت منه وعانقته بسرعة قبل أن أبتعد.

"هل لديك ما تخبرني به؟" سأل، وهو يتكئ على السيارة بثقل، ابتسامته تجعل عينيه تضيقان أكثر.

"وهل هذا مكان مناسب لتبادل الأخبار؟" قهقهت بهدوء، ثم أشرت بعيني نحو السيارة. "سأخبرك بالطريق، هيا."

توجهت نحو مقعد السائق، مشتاقاً لقيادة السيارة أكثر من أي شيء آخر، لكن ليس بقدر اشتياقي لكالاني، عزيزتي الزرقاء.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن