الفصل الخامس عشر : شغَف.

1.3K 104 15
                                    

يُظهر الوجه نعومة الأرنب، بينما يخفي القلب نوايا الذئب.
_______________

➤ Asteria

نهضت بتثاقل، بالكاد أستطيع سحب نفسي من السرير. الجامعة تنتظر، أُجبر على الاستيقاظ كل يوم لنفس الروتين. ارتديت بنطالًا خفيفًا وقميصًا قصيرًا. لم أزعج نفسي بتسريح شعري، فقط مررت المشط عليه بسرعة. نظرت للأسفل حينما لمحته... أكسسوار شعر قديم يعود لزمن طفولتي. ابتسمت، وعلّقته برفق على جانب شعري.

نظرت لنفسي للمرة الأخيرة في المرآة قبل أن أمسك حقيبتي. كل شيء جاهز، الملفّات ودفتر المحاضرات والهاتف... آه، الهاتف! لا أريد نسيانه. نزلت بخطوات هادئة، الجو كان يبدو ساكنًا... ربما أكسيل ما زال نائمًا. فتحت هاتفي وتفحصت موقع سائق الأوبر، نصف ساعة على وصوله. وقت كافٍ لتحضير شيء آكله.

اتجهت للمطبخ، السكون كان جميلاً، وكل ما كنت أسمعه هو صوت الأمواج المتهادية من النافذة. فتحت الثلاجة وعيني تبحث عن شيء ما سريع وسهل. حبوب الإفطار ستكون كافية. أخرجت الحليب وبدأت أبحث عن العلبة في الخزائن العالية. كان الوصول إليها شبه مستحيل، لذا جررت الكرسي ووقفت عليه. رفوف كانت بعيدة جدًا، لكن أخيرًا وجدتها. ابتسمت وسحبت العلبة، ثم قفزت للأسفل بخفة.

وضعت الحليب في الصحن مع الحبوب، وجلست أقتل الوقت، بانتظار وصول السائق. المجمع بعيد قليلاً عن المدينة، لذا لا أريد التأخر.

نظرت إلى البحر من النافذة، منظر مريح للعين، خلاب، يجعلك ترغب في البقاء هنا للأبد. بينما كنت مستغرقة في أفكاري، جاء صوت من خلفي.

"ما الذي تفعلينه هنا؟"

تجمدت في مكاني، استقمت بظهري وكأنني متلبسة بجريمة. رفعت حاجبي بتوتر، كمحاولة تبرير نفسي أراه واقفًا هناك. أكسيل... يبدو مختلف اليوم. يرتدي ملابس رسمية، أسود وأبيض، لا أدري لماذا لكن شكله هذا يبعث القشعريرة في جسدي.

"أنا... كنت فقط..." أشرت نحو صحن الإفطار. "أتناول فطوري قبل وصول سائق الأوبر."

نظر إلي بحدة. "سائق أوبر؟" اقترب بخطواته السريعة نحوي، "ألغِ التوصيلة."

"ماذا؟" قلت بذهول. هل يعقل أنه سيمنعني من الذهاب للجامعة أيضًا؟ شعرت بتوتر بدأ يتصاعد داخلي، وضغطت على فكي أراقب ملامحه المتصلبة.

"سأقوم بإيصالك."

"ماذا؟" رمشت باندهاش، هل ما سمعته صحيح؟

"قلت أنك تطرحين الكثير من الأسئلة." تنهد بانزعاج، عيناه انتقلت لتتأمل شفتاي. انحرف نظره نحو الجرح الذي أصبته مؤخرًا، فزممت شفتي بخط رفيع لأخفيه، متعمدة تجاهل تدقيقه.

"ولماذا قد تفعل ذلك؟" استدرت وعدت للجلوس، أتناول رقائق الإفطار حتى أبدو غير مبالية.

"لأنني الوصي عليك الآن، ما هذا السؤال بحقك؟"

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن