الفصل السابع عشَر : اليوم الثَاني.

1.4K 107 21
                                    

تحت جلدي يتلوى شيء حي، ينبض ببطء، يحفر طريقه نحو النور، ولا أعلم إن كان الهروب لي أم له.
_________________

➤ Axel

تقلبت في سريري، زفرت الهواء بانزعاج واضح، وملامحي مشدودة من التعب. لم أتمكن من النوم طوال الليل، والأفكار لم تتوقف عن التسلل إلى عقلي. كيف لي أن أنام بعد كل ما حدث البارحة؟

بدأت الأمور في العمل، حيث اضطررت لقتل من أحد أفضل موظفيني أمام الجميع ليكون عبرة. كان الأمر قاسيًا، لكن لا مجال للضعف في هذا المجال. ثم، بعدها، تلك اللحظة التي رأيت فيها أستريا مع ذلك الأحمق ذو النظارات. لم أتمالك نفسي حينها. سريعًا طلبت من جي هون معلومات عنه. أخبرني أنه ليس أكثر من دكتور سخيف في عالم الموضة، لا يشكل أي تهديد.

لكن مع ذلك... شعرت بشيء يتصاعد في داخلي، شعور غريب لم أتمكن من تفسيره. تلك الابتسامات التي كانت تمنحه إياها، ذلك الحديث الهادئ بينهما. وكأنهما في عالم آخر. شيء في داخلي انكسر. لم أستطع التماسك.

راقبتها طوال اليوم، منذ لحظة مغادرتها مع صديقاتها حتى وصولها إلى المحل الذي توقفوا عنده. محل يبيع مستلزمات التصميم. كانت مبهورة، عيناها تلمعان بشدة، كأنها طفلة في محل ألعاب، ولكن لاحظت أن هناك حزن غريب في عينيها، بأنها عاجزة و لن تستطيع شراء ما تريده. لن أنسى تلك النظرة أبدًا.

أعلم أنني كنت قاسيًا معها. لكن... حتى أنا لا أفهم ما الذي يحدث لي. هذه الفتا، جاءت وغيرت كل شيء. تفكيري، حياتي، وحتى مسؤولياتي. قلبت عالمي رأسًا على عقب وتركتني تائهًا في الهاوية.

نظرت إلى الساعة. الثانية صباحًا. استقمت من على السرير، لم أكلف نفسي عناء ارتداء قميص. لن تحتاج لذلك، فهي بالتأكيد نائمة الآن. فتحت الباب للخروج، وعيني وقعت على ورقة صغيرة موضوعة بجانب الباب. انحنيت لألتقطها بحذر.

ابتسامة ظهرت على وجهي دون وعي مني. كلمة "Sorry" بخط يدها كانت كل ما احتاجه في هذه اللحظة.

قهقهت بخفة وأنا أضع البطاقة في جيب البنطال الرياضي، ثم نزلت بخطوات هادئة باتجاه المطبخ. ما أن اقتربت حتى رفعت حاجبي بدهشة عندما وجدتها هناك. لعنْتُ نفسي داخليًا، توقفت عند الباب دون أن أدخل. تقف أمام الثلاجة، تتمايل بجسدها يمينًا ويسارًا وهي تدندن أغنية، غارقة في عالمها الخاص.

كانت ترتدي فستانًا قصيرًا يصل إلى فخذيها. عضضت شفتي السفلى سريعًا، وظهرت على وجهي ابتسامة خفيفة رغمًا عني. كانت تبدو لطيفة جدًا وهي تبحث عن شيء داخل الثلاجة أظنها جائعة وتبحث عن وجبة.

أدركت حينها أنني نسيت تمامًا أنني لم أطبخ البارحة. لم أتناول أي شيء طوال اليوم، ولوم نفسي على نوبات الغضب بات أمرًا معتادًا.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن