الفصل الثالث عشر : مُجرد شُعلة.

197 21 2
                                    

"المرأة القوية ليست تلك التي لا تشعر بالخوف، بل هي التي تتحدى خوفها."
- مارلين مونرو
_________________

➤ Asteria


"حقًا ستغادرين؟" سألتني كايلا بصوت خافت، وهي تجلس على طرف سريرها، تعابير وجهها تحمل عبوسًا لا تستطيع إخفاءه.

"نعم." نطقت بالكلمة بصعوبة، رفعت نظري إليها للحظة عابرة. بدا الحزن جليًا في ملامحها، كأنها لا تصدق أن علاقتنا التي بدأت تتحسن، ستتلاشى بهذا الشكل بسبب هذا الزواج الوهمي الذي دمر كل شيء.

لم يكن لدي خيار. كنت مضطرة للعيش معه، كما نص العقد. ليس فقط لأجل الزواج المزيف الذي تورطت فيه، بل أيضًا لأجل التدريب الذي لا غنى لي عنه... التدريب الذي سأحتاجه للقضاء على ريجي.

تنهدت كايلا بعمق، ثم قالت بصوت مرتعش: "ألا يمكنك البقاء ليوم آخر؟ سأكون وحدي مجددًا."

شعرت بثقل كلماتها، ألقيت نظرة متألمة نحوها، ثم نهضت واقتربت منها واحتضنتها. "أنا آسفة... لكن يجب أن أذهب." بالطبع لن أخبرها عن هدفي الحقيقي، عن أن زواجي الوهمي كان جزءًا من خطة انتقامية مثلًا.

شعرت بيدها تربت على ظهري بلطف، تحاول التمسك بما تبقى من علاقتنا. "ستزورينني، أليس كذلك؟" همست.

ابتسمت لها ابتسامة صغيرة وأنا أبتعد قليلاً. "نعم، سأزورك كلما استطعت."

نظرت إلى الحقائب المصفوفة بجانب الباب، ثم فجأة رفعت حاجبيها وكأنها تذكرت شيئًا. "انتظري!" قامت واقفة واتجهت إلى الدرج. تابعتها بنظري وهي تسحب ظرفًا صغيرًا، وردي اللون.

توقف نيضي للحظة. إنه نفس الظرف... لكن هذه المرة بلون وردي فاتح.

"لقد وصلت رسالة لكِ." مدت يدها بالظرف نحوي. "احتفظت بها لأنك لم تعودي البارحة إلى المسكن."

حاولت كتم اضطرابي وابتسمت بشيء من التوتر. "شكرًا." أخذت الظرف دون أن أفتحه. لا أريد قراءته الآن.

"لا داعي للشكر." قالت، وهي تراقبني بعينيها. ثم اقتربت وعانقتني مرة أخرى. "أنا آسفة على كل شيء حدث بيننا في البداية... أنتِ الآن صديقتي المفضلة."

ضحكت بخفة ووضعت الظرف جانبًا، قبل أن أرد لها العناق. "وأنتِ أيضًا، يا غريبة الأطوار."

ثم رفعت حاجبيها وسألت بابتسامة عريضة: "ما رأيكِ أن نحتفل كآخر مرة لنا معًا؟"

نظرت إليها بتفكير، "بدون شرب."

"اتفقنا!" ضحكت وهي تقفز من مكانها. "سأضع القليل من المكياج وأعود!" تركتني وركضت باتجاه الحمام، تاركة الباب يغلق خلفها.

تنفست بعمق وأنا أنظر إلى الظرف الذي تركته جانبًا. شعرت بوخزة في صدري، فالتقطته بحذر. المرة الماضية كان الظرف أبيض... لماذا أصبح الآن ورديًا؟ يا إلهي... أخذت نفسًا عميقًا وفتحت الظرف، متأكدة من أن لا أحد يراقبني. ثم أخرجت الرسالة وبدأت في قراءتها.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن