➤ Luca ☆
قبل 14 سنة.
استيقظت هذا الصباح على رنين الهاتف، إشعار جديد. البريد الإلكتروني ذاته، من الجحيم ذاته. الصورة التي تم إرسالها... نجمتي. لقد اشتقت إليها لدرجة أنني أكاد أختنق. حياتي أصبحت على المحك، لا مجال للصبر الآن. لا وهي مقيدة هكذا... لا وهي بين يدي والدها، ذلك اللعين.
سجلت العنوان بهاتفي. هذا هو المكان. لم يتبقَ سوى خطوة واحدة... خطوة أخيرة، الإنقاذ. تحريرها من قبضة والدها تمامًا كما تمنّت.
أخرجت العلبة الصغيرة من جيبي، وفتحتها بهدوء. خاتم من الألماس. أغلى قطعة جلبتها، لتكون لها وحدها، لتزين إصبعها... نجمتي، تلك التي أضاءت حياتي وسط الظلام.
تنفست بعمق، وزفرت. لا أعلم ماذا ستكون ردة فعلها. ربما سترفض، ربما لن تكون كما أتمنى. لكنني سأحاول. سأفعل ذلك مهما كان الثمن. ليس لأجلي فقط، بل لأجلها. إذا كان ثمن ذلك أن أبتعد عن عالم المافيا، سأفعل. سأترك كل شيء وراء ظهري... فقط لتكون بجانبي.
خطواتي الثقيلة نحو الباب ثقيلة. رفعت نظري نحو آرثر، وقلت بحزم: "آرثر."
"نعم سيدي؟"
"أنا ذاهب الآن. تأكد من أن كل شيء يسير كما خططنا. هل فهمت؟"
"بالطبع سيدي."
آرثر فتح لي الباب، ولكن قبل أن أتمكن من الخروج، جاء صوت من الخلف. التفتت لأجد جوزيف يقف هناك، مستعدًا. تعابيره كانت واضحة... قرر أنه سيرافقني، مهما كان الثمن.
"جوزيف، قلت لك إنني لا أريدك معي. هذه معركتي، وأنا من سيخوضها وحدي."نظراته بقيت ثابتة، عنيدة كما هي دائمًا. "لا أستطيع تركك تواجه هذا بمفردك. صدقني، لن أكون عبئًا عليك. سأظل في الظل، وإذا حدث شيء... سأكون جاهزًا."
تنهدت بقوة، تلك اللحظة بها الكثير من التوتر والضغوطات. ألقيت نظرة خاطفة على آرثر الذي كان ينتظر الإشارة مني، أومأت له بالموافقة، ثم خطوت نحو السيارة. المحرك يدور بصوت عالٍ، وشعرت بالدماء تضخ بقوة في عروقي.
انطلقت بالسيارة بسرعة جنونية، الرياح تلفح وجهي تحاول تذكيري بأن الطريق أمامي ليس سهلًا. صوت محرك سيارة جوزيف كان يلاحقني، لا يتركني ولو للحظة، تمامًا كما وعدني.
فجأة، شعرت بالهاتف يهتز في جيبي. مددت يدي بسرعة وسحبته. رسالة ظهرت على الشاشة، والحروف بدت وكأنها تتردد في داخلي.
غير معروف: لوكا.
التوتر يتصاعد في داخلي، عقدت حاجبي وفتحت الرسالة بحذر.
غير معروف: أنا والدك.
قبضت على الهاتف بقوة. شعور الغضب اجتاحني. آخر ما أحتاجه الآن هو أن يتدخل هذا الرجل. لا ينقصني سوى ظهوره ليزيد تعقيدات يومي. نظرت إلى الطريق أمامي، قبضتي مشدودة على المقود، والسيارة تسرع أكثر مع كل لحظة. ثم جاءت رسالة أخرى.
غير معروف: كلارك يحاول قتلك.
ضربات قلبي تسارعت. عيناي ركزتا على الرسالة، وقبل أن أتمكن من التفكير، كانت الرسالة التالية تظهر على الشاشة.
غير معروف: ريجي ليس هو كلارك.
أغمضت عيني للحظة، الغضب يتدفق في عروقي مثل سم بطيء. كل شيء حولي بدا وكأنه ينفلت من بين يدي.
عقدت حاجبي بانزعاج، نظراتي مثبتة على الشاشة، والرسالة التي ظهرت وكأنها جاءت من أعماق الجحيم. رأسي كان يحاول تفسير الكلمات التي قرأتها للتو، لكن عقلي استمر بالتمرد. "كلارك ليس هو ريجي؟" ما الذي يعنيه بحق السماء؟
رسالة أخرى.
غير معروف: هناك قوة أكبر منه.
ثم رسالة أخرى.
غير معروف: رأس الأفعى ليس والد زوي.
أخذت نفسًا عميقًا وزفرته، محاولة مني لاستعادة سيطرتي على الوضع. شعرت بأن قبضتي تضغط الهاتف بشدة، رفعت الهاتف أمامي وبدأت أكتب عيني تتنقل بين الشاشة والطريق.
أنا: ماذا تعني؟ إذا من هو ريجي؟
اللحظة التي تلت أشبه بالانتظار المعلق على حافة الهاوية. الهاتف أظهر "يكتب" ثم توقف. ثم "يكتب" مرة أخرى. الانتظار كان قاتلًا.
يكتب.
يكتب.
يكتب.
وفجأة، رفعت حاجبي بذهول. ملامحي لم تستطع إخفاء الدهشة التي اجتاحتني عندما ظهرت الرسالة التالية.
غير معروف: ريجي ليست رجلًا، بل امرأة.
امرأة.
كررت الكلمة في داخلي.
• ───── ୨୧ ───── •
يُتبع....
أنت تقرأ
in another life.
Romanceالجزء الثاني للرواية الأولى : Maybe in another life تم تشخيصها بمرض نفسي نادر يُعرف بـ"الاستعداد الوراثي للإجرام"، الذي يجعلها تقتل أي شخص بمجرد أن تسيطر عليها نوبة الغضب. فتاة محاطة بالغموض، تمتلك أسراراً لم تكتشف حقيقتها إلا عندما انتقلت إلى نيويو...