الفصل السابع : غير مُتوقعة.

1.2K 107 16
                                    

"الحب لا يليق بالمجرمين."
لكن، تبًا، المجرم قد يشعل الدنيا كلها من أجلك.
فماذا عساه أن يفعل من هو بريء لأجلك؟
_____________________

➤ Axel

مر يوم واحد.

قطرات المياه تتساقط على شعري وتغمر كل جزء من جسدي، باردة وثقيلة، تحاول أن تغسل عني شيئًا لا يُرى. مررت يدي برفق على عنقي، بينما عيناي غارقتان في الفراغ، تبحثان عن شيء في العدم المحيط بي. لكن رغم الظلام والصمت، بقي إحساس ملمس شفتيها في ذهني.

الطريقة التي نزعت بها القماش من فمي، وكيف غمرته بأنفاسها، لا تزال تطاردني. رائحتها العالقة في الهواء حولي، ومذاق أحمر الشفاه الذي لا يزال مطبوعًا على شفتيّ، كل شيء فيها ظل حاضرًا رغم المسافة والزمن.

لطالما عشت هذه التجارب؛ قبلت الكثيرات في مراهقتي، وواعدت المزيد في بدايات شبابي. كان يُفترض أن أكون أكثر صلابة، أن هذه اللحظات العابرة لن تترك في نفسي أثرًا يُذكر. كنت أعتقد أنني قد تخلصت من تلك العلاقات السطحية التي كانت تعيقني وتشغل بالي.

ثم جاءت هي، الشقراء، لتقلب كل شيء.

الأسوأ من كل ذلك، أنها هي من ألقت بنفسها بين ذراعي، كجزء من خطة ذكية لتجنب أن ننكشف. ومع ذلك، شعرت بشيء غريب، انزعاج لا أستطيع تفسيره. كيف يمكن أن أتأثر هكذا؟ وكأنني لم أقبّل فتاة من قبل.

بدأت أدرك أنني في مرحلة حساسة من العزوبية، مرحلة تجعل من كل تفصيلة تافهة أمرًا كبيرًا. تلك الفتاة لامست شيئًا في داخلي، جزءًا خفيًا من رجولتي لم أكن أدرك مدى هشاشته. كيف يمكن لحياتي أن تبدو معلقة بهذه الطريقة... فقط لأنني أعزب؟

اللعنة.

مررت يدي على شعري المبلل، دفعت الخصلات للخلف، ورفعت رأسي نحو المياه التي تتساقط على جسدي ببرود. صوتها يتردد في أذني: "علّمني". لن أنسى الطريقة التي وقفت بها أمامي، بثقة، تلك المنشفة الصغيرة التي بالكاد غطت جسدها. في البداية، بدا الموقف مضحكًا، وكأنه مشهد سخيف من فيلم رديء.

لكن الآن، كلما مر الشريط في ذهني، يداهمني شعور لا أستطيع تفسيره. قبضت على أسناني بشدة. لم أتوقع يومًا أن فتاة شقراء بأحمر شفاه فاقع وقبيح يمكن أن تؤثر فيّ بهذا الشكل.

لكن، لا مشكلة. أعطيتها رقمًا مزيفًا. سأكون بخير. بحلول الصباح، ستكون قد مُحيت من ذاكرتي، كأنها لم تكن شيئًا ذا أهمية. مررت المنشفة على شعري، وهممت بتعليقها، لكن توقفت فجأة. نظرت إليها... بيضاء، ناعمة، تذكرني بمنشفتها. شعرت بالضيق، قبضت عليها ورميتها بسلة المهملات.

لن أترك أي ذكرى تربطني بيوم البارحة. مستحيل.

توجهت إلى غرفتي المظلمة، ولم يكن يُضيئها إلا خيوط ضوء القمر المتسللة من النافذة. تقدمت نحو السرير، وارتميت عليه على بطني. شعرت بالراحة والهدوء يغمرانني بمجرد أن لامست الأغطية الناعمة. أغمضت عيني دون أن أدرك، وسمحت للنوم بأن يأخذني بعيدًا.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن