الفصل الثالث : مُهمة.

245 19 15
                                    

ليس لدي عائلة، لكنني سأكتفي بفريق يُجسد معنى العائلة.
________________

➤ Axel

إيقاع الصباح كان هادئًا، مثل نبض قلبي الذي يضرب ببطء، مسترخيًا في السكون. لكن صوت الطرق على الباب كسر كل شيء. رفعت رأسي ببطء من الوسادة، حاجبي معقودان في محاولة لفهم مكاني. الضوء الخافت الذي تسلل عبر الستائر جعلني أغمض عيني للحظة؛ لم أعتد بعد على الغرفة، فقد كانت ظلمة السجون مكانًا أكثر ألفة. هناك، كانت الأصوات مختلفة؛ حراس، صراخ، أو حتى الصمت المخيف. لكن هنا؟ حتى صوت الطرق لم يكن صاخبًا بدا بل مُتلهفًا.

"أنا قادم." همست بصوت مبحوح، ما زال أثر النوم يسيطر على نبرتي. جلست، التقطت القميص الذي رميته سابقًا ولبسته بسرعة. لم أكن أرتدي شيئًا عند النوم، عادة ما أنام دون قميص. توجهت نحو الباب، فتحت عيني نصف فتحة، وما إن فتحت الباب حتى أشرت لمن بالخارج بالدخول دون أن أنظر. ثم أغلقته خلفي بحركة سريعة.

"لن تصدق ما حدث!" جاء صوت غايتو المعتاد، مليء بالطاقة التي لا تنفد. لا أعرف كيف يتمكن من البقاء إيجابيًا بهذا الشكل طوال الوقت.

"تحدث." قلت بينما أتجه نحو المطبخ بخطوات هادئة. التقطت برتقالة وموزة من الطاولة وأخرجت الخلاط، وبدأت في تجهيز شرابي. غايتو، تبعني وجلس على أحد الكراسي القريبة، جسده يتحرك بطريقة مؤلمة للرأس.

"السيد ريجي أعطانا مهمة." قال بصوت خافت، الحماسة واضحة فيه.

توقفت للحظة. رفعت البرتقالة إلى فمي لأخذ قضمة، بينما بدأت بتجهيز الموز في الخلاط. "وهل هذا أمر جيد؟" سألت دون أن أرفع عيني.

"بالطبع!" قال و حاجباه معقودان وكأنه لا يصدق رد فعلي الفاتر. "لم نتلقَ مهمة منذ أن دخلت السجن! ألا تعتقد أنه يجب أن تشعر ببعض السعادة؟"

استدرت إليه، عيناي تحللان ملامحه. أخذت نفسًا عميقًا، وضعت الشوفان والبروتين في الخلاط، ثم ضغطت على الزر. صوت الخلاط العالي غطى على كل شيء للحظة، مما أتاح لي لحظة تفكير. "الأمر ليس متعلقًا بالسعادة أو الحماس، غايتو." قلت بهدوء، "إنه متعلق بإمكانيات الفريق."

"أنا لا أسمعك!" نادى غايتو بصوت أعلى.

توقفت لثانية، ثم تمتمت: "الأمر متعلق بالفريق."

رفع حاجبيه باستغراب، وكأن ما قلته لم يكن منطقيًا بالنسبة له. "ماذا تقصد؟ هل تعني أننا فقدنا إمكانياتنا القديمة؟ أم أنك تعتقد أننا كبرنا في السن بما يكفي؟"

ضحكت بسخرية وأجبت: "أصغر فرد فينا عمره 23، ما علاقة العمر بهذا؟"

ابتسم ابتسامة ساخرة، ثم أكمل: "سافانا كانت ستكون متزوجة بخمسة أولاد لو بقينا في البرازيل، أيها القائد."

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن