الفصل الرابع : جديدَة.

190 20 1
                                    

ظروفنا. حياتنا. كل شيء متعلق بنا ليس خيارنا.
__________________

➤ Asteria


"لماذا اخترتِ جامعة FIT تحديداً، آنسة فان ألدرين؟"

صمتُ للحظة، شعرت بقلبي ينبض بسرعة، وبتوتر بدأ يظهر جلياً على وجهي. المقابلة هذه ليست مجرد مقابلة عادية، إنها خطوة حاسمة لمعرفة ما إذا كنتُ سأحصل على المنحة الكاملة أم لا. كل شيء مهم هنا: لغة الجسد، الإجابات، الثقة... وهي أشياء لم أكن جيدة بها منذ وقت طويل. بعد كل تلك السنوات التي قضيتها منعزلة عن العالم الخارجي، أصبح التواصل مع الآخرين تحديًا. اللقاءات التي أجريتها كانت محدودة، معظمها مع أمي وأبي فقط.

أخذت نفساً عميقاً، زفرتُ بهدوء، وأخذت نظرة سريعة إلى الغرفة الصغيرة المزدحمة. حاولت أن أستجمع شجاعتي، رفعتُ رأسي نحوهم. بعثرت الكلمات في رأسي بحثاً عن الجملة المثالية، ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة.

"اكتشفت شغفي بالرسم منذ أن كنت طفلة صغيرة جدًا. لم أكن أملك المال لأتعمق في تصميم الأزياء، لكنني قضيت سنوات في التخطيط والرسم. كنت دائماً أريد أن أرى تصميماتي تتحقق على أرض الواقع. حلمي ليس المال أو الشهرة، أستطيع تحقيق تصاميمي بمجهودي الشخصي مهما كانت النتائج، لكنني أرغب في التطور، أريد أن أتعلم المزيد، وأن أبدع أكثر. وأعتقد أن جامعة FIT هي المكان الذي سيمنحني هذه الفرصة."

خيم الصمت على الغرفة للحظة. شاهدت الأعضاء يتبادلون النظرات والكلمات بهمسات لم أتمكن من سماعها. عيناي توقفت عند الأوراق الموضوعة أمامهم—تصميماتي التي قضيت أشهرًا في إعدادها. أصابني شعور غريب بالقلق.

لحظة واحدة فقط، وقد ينهار كل شيء. كل تلك الأحلام والطموحات التي بنيتها يمكن أن تتلاشى بغمضة عين. شعرت بتوتر شديد؛ شبكتُ أصابعي في بعضها البعض، وقدماي بدأت تتحركان بلا وعي.

"واحد... اثنان... ثلاثة... أربعة..." همست لنفسي لأحاول تهدئة أعصابي. لكن ذلك المشهد من الماضي—الدماء—بدأ يتسرب إلى ذهني.

الدماء...

الد...

"آنسة فان ألدرين؟" ناداني صوت الرجل، فقطعت تلك الأفكار المظلمة من رأسي. رفعت نظري نحوه، وحاولت التركيز على كلماته. ابتسم، لمحة هادئة ومستقرة في عينيه.

"لقد تم قبولك. مرحباً بك في جامعة FIT."

تسارعت نبضات قلبي مجدداً، لكن هذه المرة من الفرح. شهقت بصوت مسموع، ثم وضعت يدي على فمي بدهشة. "لقد اجتزت المقابلة الشخصية؟" بالكاد استطعت تصديق ما سمعته.

ابتسامة عريضة شقت وجهي بينما قفزتُ بحماس، لم أتمكن من احتواء سعادتي. كل ما حلمت به، كل ما كنت أسعى إليه، تحقق أخيراً! تقدمت بخطواتي المتسارعة لأصافح كل عضو في اللجنة، وكررت شكرهم واحدًا تلو الآخر.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن