الفصل التاسع : متحرِش.

1.2K 104 18
                                    

الرجل الحقيقي هو الطاغية الذي يسري في عروقه جنون السيطرة، يُمكنه أن يُشعل العالم بنظرة واحدة، ويُسقط الأقوياء عند قدميه. لكنه حين يقترب منكِ، يكسركِ بلطفٍ مميت، يغمر قلبكِ دفئًا يشبه لهيب الجحيم، فتشعرين وكأن دمه يتدفق في عروقكِ، يُحييكِ ويُميتُكِ في آنٍ واحد..
___________________

➤ Axel

"هل يؤلمك؟" سألت الممرضة وهي تثبت بحذر الرباط حول ذراع إيريك مونتغمري الذي كان ممددًا على سرير المستشفى. أصدر صوتًا متألمًا عندما حركت يده.

"توقفي! توقفي عن لمسي! هذا مؤلم!" دفع يد الممرضة بعيدًا عنه بحدة. حدّقت الممرضة فيه لبرهة، أومأت برأسها ثم غادرت الغرفة بخطوات متثاقلة.

"تلك العاهرة، لقد آلمتني!" جلس على السرير بتململ، يمسك بذراعه، يلعن كل من حوله. "ذلك الأحمق! سأقتله في اللحظة التي يقترب فيها مني مرة أخرى! ابن العاهرة!"

كنت أستمع بصمت إلى صراخه المليء بالغضب، وابتسامة صغيرة ترتسم على شفتي. وضعت العصابة على وجهي لتغطي أنفي وفمي، ثم تقدمت نحو باب الغرفة المجاورة بخطوات هادئة. دخلت وأغلقت الباب خلفي.

شعرت بنظراته تخترقني من الخلف. "من تكون أيضًا؟" صرخ بتذمر.

التفت إليه، أصدرت صوت المفتاح وهو يغلق الباب خلفي. أمسكت بالعصابة وأنزلتها عن وجهي، وابتسمت ابتسامة واسعة. "مفاجأة."

اختنقت تعابير وجهه فجأة، تحول لون وجهه إلى الأزرق، وبدأ يحاول الابتعاد عني، متشبثًا بالسرير وكأنه يبحث عن مهرب أو معجزة تجعله يختفي. تقدمت نحوه بخطوات بطيئة، كل خطوة تشي له بمصير وشيك، مصير لا يمكنه الهروب منه.

"أ...أرجوك..." تلعثم صوته واختنق أكثر، رأيت الدموع تغمر عينيه وتنهمر على وجنتيه. أمسكت بشعره وجذبته بقوة، رافعًا إياه من السرير بعنف.

"يا لكَ من سيء الحظ." ألقيت نظرة على الجبيرة التي تلتف حول ذراعه المشوهة، وكدت أضحك من شكله. "أين رجولتك التي تتفاخر بها عندما تؤذي الفتيات؟ أين قوتك عندما تغتصبهن، وتصوّرهن، وتشتمهن؟" همهمت. "لقد تورطت في عيد ميلاد الشيطان"

"أرجوكِ... أرجوكِ، أنا لم أفعل ذلك... لم أفعل..."

"بل فعلت..." صوتي بارد وجاف، وشيء داخلي استمتع برؤيته يعاني. "فعلت كل هذا، وسجلك الإجرامي شاهد، السجل الذي أخفاه والدك كي يقبلوك في الجامعة؟"

تلعثم من جديد، محاولًا الدفاع عن نفسه بلا فائدة. قبضت على شعره بقوة أكبر، شعرت بخوفه ينمو.

"استلقِ." قلتها ببرود، أمرته كما يأمر الجلاد ضحيته، بدون رحمة أو تردد.

"م..ماذا؟" رفع إيريك عينيه نحوي للحظة، لكن دون أن يحتاج لسؤال المزيد، رأيته يتحرك بارتباك، يجلس على السرير، ثم يستلقي بمجرد أن تركت قبضتي عن شعره.

in another life.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن